المخدرات وأضرارها النفسية والبدنية على الفرد والمجتمع
أصبح الاعتماد على المواد المؤثرة
عقلياً (المخدرات) خطراً يهدد الكثير من أبناء المجتمعات المختلفة، بل زاد خطره
إلى درجة استخدامه كسلاح خفي في الحروب بين الدول مستهدفاً بشكل خاص فئة الشباب
منهم من أجل تحويلهم من قوة وطنية فاعلة ومنتجة إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك
المجتمع وتبدد ثرواته، بل وصل الأمر إلى خطر الاعتماد على المواد المؤثرة عقلياً
(المخدرات) لم يعد مقتصراً فقط على فئة الشباب وحدها بل امتد ليشمل صغار السن،
تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما
يترتب عليها آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة تنسحب على الفرد وعلى المجتمع،
كما أنها ظاهرة اجتماعية مرضية تدفع إليها عوامل عديدة؛ بعضها يتعلق بالفرد والبعض
الآخر بالأسرة والثالث بالبناء الاجتماعي ككل. وقد دلت الإحصاءات الرسمية الصادرة
عن الهيئات المتخصصة على أن الفرد (متعاطي المخدرات) قد سجل بالفعل تهديداً لكيان
المجتمع وساهم في عرقلة مسيرة البناء والتطور في كل المجالات.(الأصفر، 2004م: 28).
وتتضح
خطورة هذه المشكلة في أثر سلوك المتعاطين على الأوضاع القانونية والاقتصادية
والاجتماعية للمجتمع الذي يعيشون فيه؛ حيث يتمثل ذلك من الناحية القانونية في
ازدياد معدلات القضايا والمخالفات التي يرتكبونها نتيجة الاستغراق في تعاطي
المخدرات، الأمر الذي يتطلب مزيداً من إجراءات الشرطة والقضاء لموجهة هذه المشكلة.
كما
يتمثل الجانب الاقتصادي في الخسائر التي تعود على المجتمع جراء فقد لهذه العناصر
البشرية التي كان من الممكن أن تساهم في عملية البناء والتنمية، حيث يعتبر
المتعاطين خسارة على أنفسهم وعلى المجتمع من حيث أنهم قوى عاملة معطلة عن العمل
والإنتاج يعيشون عالة على ذويهم وعلى المجتمع، وإن أنتجوا فإنتاجهم ضعيف لا يساعد
على التقدم والتنمية بل قد يكونوا في مستقبل حياتهم عوامل هدم وتعويق لعملية
الإنتاج، بالإضافة إلى ضعف أداء وكفاءة المتعاطي أو المدمن لعمله وسوء إنتاجه لأن
الإنتاج يتطلب عقولاً وأبداناً صحيحة، وهذا لا يكون متوفراً نتيجة التعاطي وغيره
من الظواهر المرضية التي تهدد أمن المجتمع ورفاهيته.(الشربيني،2004م:162).
أما
تأثير تعاطي المخدرات على النواحي الاجتماعية فيتمثل في كون المتعاطين يشكلون
خطراً على حياة الآخرين من حيث أنهم عنصر قلق واضطراب لأمن المجتمع في سعيهم للبحث
عن فريسة يقتصونها أو سرقة أو نصب أو ممارسة أي لون من ألوان الإجرام المخالف للقانون،
كما أنهم يشكلون خطراً كبيراً على أنفسهم وعلى حياتهم نتيجة التعاطي مما قد يقودهم
في النهاية إلى أن يصبحوا شخصيات سيكوباتية أو إجرامية أو حاقدة على المجتمع لا
تعرف سبيلاً لأهدافها إلا بالعدوان أو الضغط، وبعد فترة يقع ضحية للمرض النفسي أو
الانسحاب والانطواء على النفس وعدم مشاركة الآخرين في بناء المجتمع. (عبد اللطيف،
2007م:47)
مشكلة
البحث:ـ
المخدرات
آفة خطيرة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل،
حتى أصبحت خطراً يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار. وقد أثبتت البحوث والدراسات
العلمية أن المخدرات تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله لأخطر الأمراض،
وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات. وتحرم الشريعة الإسلامية تناول
المخدرات منذ تفشت ظاهرة تعاطيها، حيث استقرت الفتوى على تحريم القليل والكثير
منها بأي طريق، سواء أكان التناول بطريق الآكل، أم التدخين ، أم الشرب، أم الحقن
أم الشم، أم بأي طريق آخر.
وفي هذا الصدد كشفت إحصاءات صادرة عن
مستشفيات الأمل في السعودية عن ارتفاع نسبة مدمنات المخدرات بنسبة 20% خلال
الأعوام الماضية في عدد من مناطق المملكة، حيث وصل العدد لنحو 320 حالة وفقاً لتلك
الإحصاءات.
وتشير تقارير أمنية سعودية إلى أن ما تم ضبطه
من حبوب مخدرة في السعودية خلال 2007 لوحدها تجاوز ما تم ضبطه حول العالم كله.
وفي تقرير للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في
السعودية فإن 700 ألف حبة كبتاجون (مخدر) تستخدم يوميا في المملكة في ظل وجود 140
ألف متعاط منتظم، وأن قيمة استهلاك المخدرات في السعودية تصل إلى تسعة مليارات
سنوياً، وأن عدد المقبوض عليهم سنويا يصل إلى 37 ألف شخص.
وحسب إحصائيات صدرت في وقت سابق لوزارة
الداخلية السعودية فإن نسبة المتعاطين من إجمالي عدد السعوديين يوازي 54% أي حوالي
نصف بالمائة.
أهداف البحث:ـ
1- التعرف على الأسباب والعوامل النفسية المؤدية
إلى إدمان المخدرات في المجتمع السعودي.
2- التعرف على الآثار النفسية المترتبة على إدمان المخدرات في
المجتمع السعودي.
3-الوصول إلى تصور مقترح لدور المجتمع السعودي
يفيد في موجهة ظاهرة إدمان وانتشار المخدرات في المجتمع.
تساؤلات
البحث:ـ
في ضوء مجموعة الأهداف سالفة الذكر
يتضح بأن هناك تساؤلات سوف تحاول الدراسة الإجابة عنها ، وقد تحددت هذه التساؤلات
فيما يلي:
1- ما العوامل والأسباب المؤدي إلى انتشار
المخدرات في المجتمع السعودي؟
2- ما الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على انتشار المخدرات؟
3- ما التصور المقترح لدور المجتمع السعودي في موجهة ظاهرة انتشار
المخدرات؟
حدود
البحث:ـ
الحدد الجغرافية: تم اختيار عيادة
الإدمان المحلقة بمستشفى الأمل التابعة لوزارة الصحة لإجراء الدراسة الميدانية
لمدني المخدرات لكون هذه العيادة هي الوحيدة على مستوى محافظة جدة والتي تقدم
العلاج لهذه الفئة والتي ترتفع فيها معدلات جرائم المخدرات في المحافظة.
الحدود البشرية : تم تطبيق على عينة من
مدمني المخدرات في مستشفى الأمل بمحافظة جدة
الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الأول
لعام 1438-1439هـ
مصطلحات
البحث:ـ
مفهوم المخدرات:
تعرف المخدرات بأنها " أي مواد
يتعاطاها الكائن الحي بحيث تعدل وظيفة أو أكثر من وظائفه الحيوية".
كما تعرف بأنها مادة طبيعية أو مصنعة
تفعل في جسم الإنسان وتؤثر عليه فتغير إحساساته وتصرفاته وبعض وظائفه وينتج عن
تكرار استعمال هذه المادة نتائج خطيرة على الصحة الجسدية والعقلية وتأثير مؤذ على
البيئة والمجموعة.
وهناك بعض الباحثين عرفوا المخدرات
علمياً وآخرون عرفوها قانونياً ، ولقد أشاروا أن التعريف العلمي للمخدرات يشير إلى
أن المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم ،
لذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدرة وفق هذا المفهوم.
ويصف المعجم الوسيط المخدر بأنه المعطل
للإحساس والمبدل للشعور والإدراك، والمخدرات أتت من اللفظ "خدر" يعني
" ستر" بحيث يقال تخدرت المرأة أي استترت، وخدر الأسد بمعنى لزم عرينه،
وخدرت جسمه وعظامه وأعضاءه، ويقصد بذلك أن المخدرات هي التي يتسبب عنها السكون
والكسل وغير ذلك.
وجاء في الموسوعة الميسرة" مخدر مادة تسبب في الإنسان والحيوان
فقدان الوعي بدرجات تتفاوت وقد ينتهي إلى غيبوبة تعقبها الوفاة.
ويؤدي تعاطي المخدرات إلى حالة من التعود الملزم والإدمان يضر بالصحة
ويؤدي إلى مشكلات اجتماعية متعددة وضارة تنعكس آثارها على الفرد والأسرة والمجتمع.
مفهوم الإدمان:
يعرف
الإدمان بأنه نمط من السلوك الملزم لتعاطي المخدر الذي يتميز بالرغبة الملزمة في
استخدامه والاستزادة منه مع ميل قوي للعودة بعد الانقطاع عنه.
كما
يعرف أيضاً على أنه حالة تتميز بحاجة ملحة إلى الاستمرار في تعاطي عقار معين مع
ميل إلى زيادة مقداره لإحداث الأثر عن المدمن بالإضافة إلى ظهور أعراض جسمية
ونفسية عند الانقطاع عن التعاطي.
وترى وجهة نظر أخرى أن
الإدمان حالة نفسية وأحياناً عضوية تنتج من تفاعل الكائن الحي مع العقار ومن
خصائصها استجابات وأنماط سلوك مختلفة تشمل دائما الرغبة الملحة في تعاطي العقار
بصورة دورية أو متصلة للشعور بآثاره النفسية ولتجنب الآثار المزعجة التي تنتج من عدم توافره.
وبصفة عامة ويرى الباحث أن إدمان المخدرات يقصد به الاستعمال أو
الاستهلاك المتكرر للعقاقير أو المواد المخدرة الذي يؤدي استعمالها إلى الاعتماد
الجسدي، حيث يعتمد الجسم على هذه المواد في أداء وظائفه بصورة مريحة ، وفي حالة
منع أو امتناع الشخص عن تعاطي هذه المواد تظهر عليه أعراض المنع المعروفة.
الدراسات السابقة:ـ
دراسة (الخوالدة والخياط، 2011) هدفت إلى التعرف على
أبرز الاسباب التي تقود إلى تعاطي العقاقير الخطرة والمخدرات من وجهة نظر
المتعاطين في المجتمع الأردني، وشملت الدراسة (384) مدمناً على المخدرات من
المراجعين للمراكز والمستشفيات التي تقدم العلاج للمدمنين. وتوصلت الدراسة إلى أن
أهم اسباب تعاطي المخدرات والمواد الخطرة كانت المشكلات الأسرية، والحصول على
اللذة والمتعة، والهروب من الازمة المالية، ومسايرة الرفاق، اضافة إلى نسيان
الهموم والمشاكل .
دراسة (الخزاعي، 2010) بعنوان " التوقف
عن ادمان المخدرات واثره على تحسن نوعية الحياة، دراسة اجتماعية تطبيقية".
هدفت الدراسة إلى معرفة اثر التوقف عن ادمان المخدرات على تحسن نوعية الحياة،
استخدم الباحث في الدراسة منهج المسح الاجتماعي الشامل، وطبقت على المدمنين الذين
توقفوا عن تعاطي المخدرات بعد انتهاء فترة العلاج في مستشفيات ومراكز العلاج في
الأردن والبالغ عددهم (203) متوقفا عن الإدمان.
وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة مدمني
المخدرات الذين توقفوا عن الإدمان كانت بين الذكور اكثر من الإناث، والعزاب أكثر
فئات المدمنين، وثلاثة ارباعهم بين فئات الاعمار (25-39) سنه، واكبر نسبة من الذين
مستواهم التعليمي اقل من الثانوية، وكلما ارتفع الدخل كلما ارتفعت نسبة المدمنين،
وثلاثة ارباعهم من العاملين في القطاع الخاص والاعمال الحرة.
دراسة (آل
خليفة، 2007) بعنوان " فاعلية علاج المدمنين على المخدرات في مملكة
البحرين دراسة تقييمية"، هدفت إلى
معرفة مدى فاعلية العلاج المقدم للمدمنين والمشاكل التي تواجههم أثناء فترة العلاج
على الادمان. لقد اجريت الدراسة على عينة من المدمنين الخاضعين للعلاج وعددهم (90)
مدمناً في مملكة البحرين. وتوصلت الدراسة الى ارتفاع نسبة المدمنين بين فئة الذكور
والعزاب والاميين والذين مستواهم العلمي أقل من الثانوية، والذين يمتهنون الاعمال
الحرة. في حين أن نصف المدمنين بدأوا الادمان في الفئة العمرية بين 15-19 سنة.
واحتلت طريقة التعرف على المخدرات عن طريق الصديق المرتبة الأولى، وأن تعاطي
المخدرات مكلف مادياً وثلث المتعاطين ينفق ما لا يقل عن 600 دينار بحريني شهرياً(
1595دولار تقريباً) على شراء المخدرات.
الإطار
النظري:ـ
المبحث الأول: العوامل والأسباب المؤدية إلى إدمان
المخدرات:
هناك
العديد من العوامل والأسباب تكمن وراء الإقدام على تعاطي المخدرات وإدمانها ويكمن
تصنيف هذه العوامل والأسباب إلى ثلاث مجموعات منها ما يعود إلى الفرد نفسه ومنها
ما يعود إلى الأسرة ومنها ما يعود إلى المجتمع وفيما يلي استعراض هذه العوامل
والأسباب:
1- الأسباب التي تعود للفرد:
هناك عدة عوامل وأسباب تكمن وراء
الإقدام على تعاطي الفرد للمخدرات ومنها:
ضعف الوازع الديني: لاشك أن عدم تمسك
بعض الشباب وعلى وجه الخصوص أولئك الذين هم في سن المراهقة قد لا يلتزمون التزاما
كاملاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنف من حيث اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وينسون
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونتيجة ذلك أنساهم الله سبحانه أنفسهم
فانحرفوا عن طريق الحق والخير إلى طريق الفساد والضلال، وصدق الله العظيم إذا يقول
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).
مجالسة أو مصاحبة رفقاء السوء: تكاد
تجمع جميع الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت على أسباب تعاطي المخدرات وبصفة
خاصة بالنسبة للمتعاطي لأول مرة، على أن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على
التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الأصدقاء، فالله سبحانه
وتعالى حذرنا من اتباع أهواء المضللين فقال تعالى ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا
من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) (سورة المائدة، الآية 77)
الهموم والمشاكل الاجتماعية: هناك
العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى
تعاطي المخدرات بحجة نسيان هذه الهموم والمشاكل.
انخفاض مستوى التعليم: ليس هناك من شك
في أن الأشخاص الذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التعليم لا يدركون الأضرار الناتجة
عن تعاطي المخدرات فقد ينساقون وراء شياطين الإنس من المروجين والمهربين للحصول
على هذه السموم، وإن كان ذلك لا ينفي وجود بعض المتعلمين الذين وقعوا فريسة لهذه
السموم.
2- العوامل والأسباب التي تعود للأسرة:
تعتبر
الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع وهي التي ينطلق منها الفرد إلى العالم الذي
حوله بتربية معينة وعادات وتقاليد أكتسبها من الأسرة التي تربي فيها، ويقع على
الأسرة العبء الأكبر في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ
بالرفق، فهي لهم سبيل في اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية
ومدركة لعواقب الأمور كلها. وقد أظهرت نتائج انتشار وتعاطي المخدرات أن تخلخل
الاستقرار في جو الأسرة متمثلاً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم
الخلافات بينهما إلى درجة الهجر والطلاق يولد أحياناً شعوراً غالباً لدى الفرد
بعدم اهتمام والديه به.
ومن أهم العوامل والأسباب المؤدية
للتعاطي والإدمان والتي تعود للأسرة ما يأتي:
القدوة السيئة من قبل الوالدين: يعتبر
هذا العامل من أهم العوامل الأسرية التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات ويرجع ذلك
إلى أنه حينما يظهر الوالدان في بعض الأحيان أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في
إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت تأثير المخدر، فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة
للأبناء وتدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة.
إدمان أحد الوالدين: عندما يكون أحد
الوالدين من المدمنين للمخدرات فإن ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على الروابط الأسرية
نتيجة ما تعانيه الأسرة من الشقاق و الخلافات الدائمة لسوء العلاقات بين المدمن
وبقية أفراد الأسرة مما يدفع الأبناء إلى الانحراف والضياع. (الحرملي، 2002م: 7).
القسوة الزائدة على الأبناء: إنه من
الأمور التي يكاد يجمع عليها علماء التربية لأن الابن إذا عومل من قبل والديه
معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدي به إلى
عقوق والديه وترك المنزل والهروب منه باحثاً عن مأوى له فلا يجد سوى مجتمع الأشرار
الذين يدفعون به إلى طريق الشر والمعصية وتعاطي المخدرات.
ضغط الأسرة على الابن من أجل التفوق:
عندما يضغط الوالدين على الابن ويطلبون منه التفوق في دراسته مع عدم إمكانية تحقيق
ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبهة أو المنشطة من أجل السهر والاستذكار
وتحصيل الدروس، وبهذا لا يستطيع بعد ذلك الاستغناء عنها. (البراك، 2006م:61).
3- العوامل والأسباب التي تعود للمجتمع:
إذا
كان الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يعيش فيها الإنسان منذ صغره فإن
مختلف الجماعات التي ينتمي إليها الفرد تشكل البيئة الاجتماعية الثانية التي يحيا
فيها الإنسان. وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه الأسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره، وقد
تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الرمان العاطفي وعدم التقبل أو افتقاد الشعور بالأمن.
وهناك أسباب في تعاطي المخدرات تعود
للمجتمع ومنها:
توفير مواد الإدمان عن طريق المهربين
والمروجين: ويعتبر هذا العامل م أهم العوامل التي تعود للمجتمع والتي تجعل تعاطي
المخدرات سهلاً وميسوراً بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من
المجتمعات على الأفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من أبناء
المجتمع، فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء الإسلام بجلب المخدرات والسموم وينشرونها
بين الشباب.
وجود بعض أماكن اللهو في بعض
المجتمعات: هناك بعض أماكن اللهو في بعض الدول تعتمد أساساً على وجود المواد
المخدرة من أجل ابتزاز أموال روادها ولا يهتم أصحابها سوى بجمع المال بصرف النظر
عن الطريقة أو الوسيلة المستخدمة في ذلك.
العمالة الأجنبية: إن عملية التنمية في
دول الخليج تتطلب الاستعانة ببعض العمالة والخبرات الأجنبية وهذه العمالة تأتي
أحياناً وهي محمل بحسناتها وسيئاتها متمثلة في محاولة البعض إدخال بعض السموم
والمواد المخدرة إما بغرض متعتهم الخاصة أو بغرض الكسب المادي من وراء ذلك.
غياب رسالة المدرسة: ويقع ذلك على عاتق
المربين والمسئولين عن وضع المناهج التعليمية والتي يجب أن تتضمن أهداف واضحة تجعل
الفائدة منها جيدة من حيث توضيح ما ينبغي إتباعه من فضائل وما يجب تجنبه من خبائث
ورذائل. وهكذا يتضح لنا العديد من العوامل التي تدفع إلى تعاطي المخدرات حيث تم
التطرق إلى عدد من العوامل ومن هنا يمكننا القول بأن هذه الظاهرة ليس سببها الفرد
فقط بل يشارك في ذلك الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه. (فتحي،2008م:57-58).
المبحث الثاني: الأضرار والآثار المترتبة على إدمان
المخدرات:ـ
مضار
المخدرات كثيرة ومتعددة ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم
المتعاطي وعقله.. وإن الشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى
أسرته وجماعته وعلى الأخلاق والإنتاج وعلى الأمن ومصالح الدولة وعلى المجتمع ككل.
بل لها أخطار بالغة أيضاً في التأثير على كيان الدولة السياسي... ونذكر هنا
الأضرار والآثار الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
الاضرار الجسمية:
أـ فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى
النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما
تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن
مصحوب باحمرار في العينين، ويحدث اختلال في التوازن والتآزر العصبي في الأذنين.
ب. يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي
للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية وترسبها بالشعب
الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.
ج. يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في
الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ
والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر
الأفيون، والإمساك. كذلك تسب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها
وهضم الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام
وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم.
الاضرار النفسية:
أ. يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في
الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في
المدركات، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال
إدراك المسافات بالاتجاه نحو الطول واختلال أو إدراك الحجم نحو التضخم.
ب. يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في
التفكير العام وصعوبة وبطء به، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء
الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة الهذيان والهلوسة.
ج. تؤدي المخدرات أثر تعاطيها إلى آثار
نفسية مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض
والهبوط مع عصبية ومدة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو
الاستمرار فيه.
الأضرار الاجتماعية:
أ. أضرار المخدرات على الفرد نفسه:
(المغربي،2006م:126-127)
إن تعاطي المخدرات يحطم إرادة الفرد
المتعاطي وذلك لأن تعاطي المخدرات (يجعل الفرد يفقد كل القيم الدينية والأخلاقية
ويتعطل عن عمله الوظيفي والتعليم مما يقلل إنتاجيته ونشاطه اجتماعياً وثقافياً
وبالتالي يحجب عنه ثقة الناس به ويتحول بالتالي بفعل المخدرات إلى شخص كسلان سطحي،
غير موثوق فيه ومهمل ومنحرف في المزاج والتعامل مع الآخرين).
وتشكل المخدرات أضرار على الفرد منها:
1- المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد سواء
بالنسبة لعمله أو أرادته أو وضعه الاجتماعي وثقة الناس به.
2-عندما يلح متعاطي المخدرات على تعاطي مخدر ما،
ويسمى بـ (داء التعاطي) أو بالنسبة للمدمن يسمى بـ (داء الإدمان) ولا يتوفر
للمتعاطي داخل ليحصل به على الجرعة الاعتيادية (وذلك أثر إلحاح المخدرات) فإنه
يلجأ إلى الاستدانة وربما إلى أعمال منحرفة وغير مشروعة مثل قبول الرشوة والاختلاس
والسرقة والبغاء وغيرها.
3-يحدث تعاطي المخدرات للمتعاطي أو المدمن
مؤثرات شديدة وحساسيات زائدة، مما يؤدي إلى إساءة علاقاته بكل من يعرفهم.
ب. أضرار المخدرات على الأسرة:
تعتبر
الأسرة وحدة للتفاعل المتبادل بين الأشخاص ويقوم أعضاؤها بأداء العديد من الأدوار
كأدوار الزوج والزوجة والأب والأم والابن والأخ والأخت وهي أدوار يحددها المجتمع.
وتنسجم الأسرة وتلتزم بالمعايير
الحضارية للمجتمع الذي تعيش فيه باعتبارها جزءاً من بناء المجتمع.
فتعاطي المخدرات يصيب الأسرة والحياة
الأسرية بأضرار بالغة من وجوه كثيرة أهمها:
1- ولادة الأم المدمنة على تعاطي المخدرات
لأطفال مشوهين.
2- مع زيادة الإنفاق على تعاطي المخدرات يقل دخل الأسرة الفعلي مما
يؤثر على نواحي الإنفاق الأخرى ويتدنى المستوى الصحي والغذائي والاجتماعي والتعليم
وبالتالي الأخلاقي لدى أفراد تلك الأسرة التي وجه عائلها دخله إلى الإنفاق على
المخدرات وهذه المظاهر تؤدي إلى انحراف الأفراد لسببين:
أولهما: أغراض القدوة الممثلة في الأب
والأم أو العائل.
السبب الأخير: هو الحاجة التي تدفع الأطفال إلى أدنى
الأعمال لتوفير الاحتياجات المتزايدة في غياب العائل.
الأضرار الاقتصادية:
يعتبر
(الفرد لبنة من البنات المجتمع وإنتاجية الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية المجتمع
الذي ينتمي إليه). فمتعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل ولكن
إنتاج المجتمع أيضاً يتأثر في حالة تفشي المخدرات وتعاطيها فالظروف الاجتماعي
والاقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات (تؤدي إلى انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب
العام فتؤدي أيضاً إلى ضروب أخرى من السلوك تؤثر أيضاً على إنتاجية المجتمع).
يؤدي كذلك تعاطي وانتشار المخدرات إلى خسائر مادية كبيرة بالمجتمع ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي تتفق وتصرف على المخدرات ذاتها. فمثلاً : إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي المجتمع) التي تستهلك فيه فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشرية عاملة وإضاعة الأراضي التي تستخدم في زراعة هذه المخدرات بدلاً من استغلالها في زراعة محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه. أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع المستهلك للمواد المخدرة فإن هذا يعني إضاعة وإنفاق أموالاً كبيرة ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع تكاليف السلع المهربة إليه بدلاً من أن تستخدم هذه الأموال في ما يفيد المجتمع كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع للإنتاج أ والتعليم أو الصحة.
منهج الدراسة وأدوات جمع البيانات:
1- المنهج المستخدم.
في
ضوء مشكلة الدراسة وأهدافها وتساؤلاتها اختارت الباحثة منهج المسح الاجتماعي
بطريقة العينة حيث أـنه أنسب المناهج للأسباب الآتية:
أ- يعتبر من المناهج التي تفيد في
دراسة الظاهرة المدروسة كمياً وكيفياً وجمع بياناتها وتصنيفها وتحليلها.
ب- يساهم في إثراء الجانب المعرفي
للظاهرة موضوع الدراسة.
ج- يمكن من خلاله الحصول على رأي
المدمنين – عينة الدراسة – من خلال مقابلتهم مباشرة ومحاورتهم في الأبعاد المختلفة
لموضوع الدراسة.
د- يمكن الاستفادة من النتائج التي
تتوصل إليها الباحثة في وضع خطط وبرامج إصلاحية لظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات.
هـ- يمكن من خلال استخدام أكثر من أداة
وهو ما حدث مع المدمنين من ناحية والمسئولين والمختصين من ناحية أخرى.
2- مصادر جمع البيانات:
اعتمدت الباحثة على السجلات والإحصائيات الموجودة بعيادة الإدمان
الملحقة بمستشفى الأمل ، حيث تم حصر جميع المدمنين المسجلين والمنتظمين في تلقي
العلاج بالعيادة وذلك حسب الفئات العمرية من 15 سنة إلى 25 سنة، وهذه المرحلة هي
مرحلة الشباب حيث يعتبر المجتمع السعودي مجتمعاً شاباً فأعمار الشباب فيه تقع ما
بين 15 سنة إلى 25سنة وفقاً للتعداد السكاني.
فمن هذا الجانب تم اختيار العينة حسب الفئة العمرية لمرحلة الشباب في المجتمع السعودي.
3- عينة ومجتمع الدراسة:
يتكون مجتمع البحث من جميع مدمني مستشفى
الأمل بمحافظة جدة. لذا فقد استخدمت الدراسة عينة عشوائية من مدمني المخدرات في
تلك المستشفى، حيث تم عشوائيا اختيار 50% من مجموع مدمني المخدرات. بعد ذلك تم
اختيار جميع مدمني المخدرات في المستشفى.
ولقد بلغت عينة العشوائية (60) مدمناً.
4- أدوات جمع البيانات:
قامت الباحثة بتصميم استبيان كأداة لجمع البيانات لأحد مدمني
المخدرات والمسؤولين والمختصين عن توجيه وعلاج تعاطي المخدرات وتم توزيعها على
أساتذة قسم الإدمان في مستشفى الأمل وعددهم (60) مدمن، وكان الهدف من تجريب الأداة
للتأكد من استيفائها للملاحظات وسلامة تطبيقيها ميدانياً لجمع بيانات الدراسة.
تم تصميم الاستبيان على النحو التالي:
1- البيانات الأولية (الأساسية).
2- بيانات أسرة المدمن.
3- الدوافع والأسباب المؤدية إلى إدمان المخدرات.
4- الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على إدمان
المخدرات.
5- دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة ظاهرة إدمان المخدرات.
6- مقترحات المبحوثين للحد من ظاهرة إدمان المخدرات.
جدول
رقم (1)
توزيع
عينة البحث من مرضى وفقاً لنوع المخدر الذي كانوا يتعاطونه قبل دخولهم المستشفى.
نوع المخدر |
العدد |
النسبة
|
هيروين
|
25 |
50% |
حشيش
|
15 |
30% |
مؤثرات
عقلية |
10 |
20% |
إجمالي
|
50 |
100% |
يوضح الجدول رقم (1) أن عينة
البحثة من مرضى وفقاً لنوع المخدر الذي كانوا يتعاطونه قبل دخولهم المستشفى بسبب
الهيروين بنسبة 50% ، أما من مرضى وفقاً لنوع المخدر الذي كانوا يتعاطونه قبل
دخولهم المستشفى بسبب الحشيش بنسبة 30%، أما من مرضى وفقا لنوع المخدر الذي كانوا
يتعاطونه قبل دخولهم المستشفى بسبب 20%.
جدول رقم (2)
الأسباب المؤثرة على تعاطي المخدرات
العوامل |
المتوسط المرجح |
الانحراف المعيار |
الأهمية بالنسبة |
الترتيب حسب المتوسط المرجح |
النسبة المشاهدة |
المعنوية النسبة لا تساوي (0.5) |
العوامل الاجتماعية والنفسية |
||||||
أصدقاء
السوء |
3.320 |
1.341 |
66.4% |
21 |
0.458 |
0.230 |
ضعف
الوازع الديني |
1.169 |
1.072 |
83.4% |
3 |
0.787 |
0.00 |
التدخين
المبكر |
3.0569 |
1.192 |
7.9% |
9 |
0.538 |
0.286 |
عدم
استغلال أوقات الفراغ |
3.324 |
1.198 |
66.5% |
20 |
0.436 |
0.062 |
الغزو
الفكري للشباب |
3.622 |
1.120 |
72.4% |
8 |
0.600 |
0.003 |
ضعف
الرقابة الأسرية |
2.164 |
1.341 |
43.3 |
40 |
0.731 |
0.00 |
المشاكل
|
3.480 |
1.184 |
69.6% |
14 |
0.524 |
0.505 |
الجهل
بأضرار ومخاطر الإدمان |
3.271 |
1.162 |
65.4% |
25 |
0.400 |
0.003 |
التفكك
الأسري |
3.333 |
1.392 |
66.7% |
19 |
0.502 |
1.000 |
التدليل
الزائد للأبناء |
3.476 |
1.154 |
69.5% |
15 |
0.520 |
0.594 |
حب
التجريب وتقليد الآباء والآخرين |
3.151 |
1.219 |
63.05 |
31 |
0.354 |
0.00 |
القيود
الاجتماعية |
3.284 |
1.191 |
65.7% |
24 |
0.427 |
0.033 |
ليس
هناك تحريم ديني |
3.356 |
1.540 |
67.1% |
18 |
0.502 |
1.000 |
التساهل
في تطبيق القوانين الخاصة بالمخدرات |
2.831 |
1.644 |
56.6% |
37 |
0.387 |
0.001 |
الرغبة
في المتعة والضحك |
3.778 |
1.083 |
75.6% |
6 |
0.627 |
0.00 |
العوامل |
المتوسط المرجح |
الانحراف المعيار |
الأهمية بالنسبة |
الترتيب حسب المتوسط المرجح |
النسبة المشاهدة |
المعنوية النسبة لا تساوي (0.5) |
العوامل الاقتصادية |
||||||
كثرة
العمالة الأجنبية |
3.658 |
1.489 |
73.2% |
7 |
0.627 |
0.00 |
توفر
المال |
3.507 |
1.130 |
70.1% |
13 |
0.516 |
0.689 |
السعي
وراء الريح السريع |
3.182 |
1.312 |
63.6% |
29 |
0.431 |
0.046 |
البطالة
والفقر |
3.013 |
1.079 |
60.3% |
33 |
0.279 |
0.00 |
العوامل
النفسية |
|
|||||
الهروب
من المشاكل النفسية والاجتماعية |
3.520 |
1.310 |
70.4% |
12 |
0.564 |
0.062 |
الشعور
بالاكتئاب واليأس |
3.449 |
1.0278 |
69.0% |
17 |
0.547 |
0.182 |
الرغبة
في الهروب من الواقع |
4.462 |
0.916 |
89.2% |
1 |
0.880 |
0.00 |
الإحباط
المتكرر |
2.684 |
1.181 |
53.7% |
38 |
0.253 |
0.00 |
طول
وقت الفراغ |
3.058 |
1.229 |
61.2% |
32 |
0.400 |
0.003 |
الحرية
الزائدة |
2.927 |
1.0145 |
58.5% |
35 |
0.338 |
0.00 |
الاعتقاد
الخاطئ بأنها تقوي الجنس |
3.582 |
1.182 |
71.6% |
10 |
0.578 |
0.023 |
العزلة
الاجتماعية |
3.316 |
1.211 |
66.3% |
2 |
0.404 |
0.005 |
الشعور
بالوحدة |
3.173 |
1.036 |
63.5% |
30 |
0.387 |
0.001 |
اضطرابات
الشخصية |
3.533 |
1.126 |
70.7% |
11 |
0.520 |
0.549 |
الحرمان
العاطفي |
3.813 |
1.138 |
76.3 |
4 |
0.604 |
0.002 |
كثرة
الضغوط العائلية |
3.458 |
1.224 |
69.2% |
16 |
0.480 |
0.002 |
الفشل
الدراسي |
3.227 |
1.372 |
64.5% |
26 |
0.440 |
0.083 |
العوامل |
المتوسط المرجح |
الانحراف المعيار |
الأهمية بالنسبة |
الترتيب حسب المتوسط المرجح |
النسبة المشاهدة |
المعنوية النسبة لا تساوي (0.5) |
ضعف
الشخصية والشعور بالنفص |
3.222 |
1.241 |
64.6% |
27 |
0.431 |
0.046 |
الشعور
بالرجولة |
2.338 |
1.225 |
64.8% |
39 |
0.182 |
0.00 |
العوامل الإعلامية |
||||||
انتشار
المخدرات بالمجتمع سهولة الحصول عليها |
4.289 |
1.057 |
85.8% |
2 |
0.813 |
0.00 |
ضعف
التوعية الإعلامية بأخطار ومضار المخدرات |
3.191 |
1.215 |
63.8% |
28 |
0.436 |
0.062 |
كثرة
السفر إلى الخارج |
3.302 |
1.117 |
66.00% |
23 |
0.44 |
0.142 |
مشاهدة
الأفلام التي تتحدث عن المخدرات |
2.99 |
1.217 |
85.5% |
35.5 |
0.311 |
0.00 |
الانفتاح
على العالم عبر قنوات فضائية |
2.924 |
1.217 |
58.5% |
35.5 |
0.311 |
0.00 |
عدم
وجود الرقابة من الأهل على القنوات القضائية |
3.791 |
1.252 |
75.8% |
5 |
0.600 |
0.003 |
حسب تكرار موافق بشدة وموافق جداً
ويوضح الجدول السابق رقم (2) أن أهم العوامل المؤثرة في تعاطي
المخدرات مرتبة تنازلياً حسب أهميتها ومن وجهة نظر المبحوثين هي:
1. الرغبة في الهروب من الواقع، بأهمية نسبة
قدرها 89.2%.
2.
انتشار
المخدرات بالمجتمع وسهولة الحصول عليها ، بأهمية نسبية قدرها 58.8%.
3.
ضعف
الوازع الديني ، بأهمية نسبية 83.4%.
4.
الحرمان
العاطفي، بأهمية نسبية قدرها 76.3%.
5.
عدم
وجود الرقابة من الأهل على الفنوات الفضائية، بأهمية نسبية قدرها 75.8%.
6. الرغبة في المتعة والضحك بأهمية نسبية قدرها
75.6%.
وبحساب المتوسط المرجح والانحراف المعياري والأهمية النسبية لكل عامل
ترتب ترتيباً تنازلياً اتضح ما يلي:
1- بالنسبة لترتيب العوامل الاجتماعية: ضعف
الوازع الديني والرغبة في المتعة والضحك الغزو الفكري والتدخين المبكر والمشكلات
الاجتماعية، والتفكك الأسري، وعدم استغلال الفراغ، وأصدقاء السوء، والقيود
الاجتماعية، والجهل بأضرار ومخاطر الإدمان ، وحب التجريب وتقليد الآباء والآخرين،
والتساهل في تطبيق القوانين الخاصة بالمخدرات.
2- بالنسبة لترتيب العوامل الاقتصادية: كثرة
العمالة الأجنبية وفرة المال والترف والسعي وراء الربح السريع والبطالة والفقرة.
3-بالنسبة لترتيب العوامل النفسية: الرغبة في
الهروب من الواقع والحرمان العاطفي والاعتقاد الخاطئ بأنها تقوى الجنس واضطرابات
الشخصية الهروب من المشكلات النفسية والاجتماعية وكثرة الضغوط العائلية والشعور
بالاكتئاب واليأس والعزلة الاجتماعية والفشل الدراسي وضعف الشخصية والشعور بالنقص
والشعور بالوحدة وطول وقت الفراغ والحرية الزائدة والإحباط المتكرر والشعور
بالرجولة.
4- بالنسبة لترتيب العوامل الإعلامية: انتشار المخدرات بالمجتمع
وسهولة الحصول على المخدرات، عدم وجود الرقابة من الأهل على القنوات الفضائية،
وكثرة السفر إلى الخارج، وضعف التوعية الإعلامية بأخطار ومضار المخدرات ومشاهدة
الأفلام التي تتحدث عن المخدرات والانفتاح على العالم عبر القنوات الفضائية.
النتائج الخاصة بأثير الخصائص الديموغرافية لمرضى المخدرات بالعوامل
المؤدية لتعاطي المخدرات:
1. أظهرت الدراسة عدم وجود علاقة بين المتغيرات
الديمغرافية (الحالة الاجتماعية ، عدد الزوجات، تعليم الزوج، تعليم الزوج، عمل
الزوج، عمل الزوجة، العمر، الدخل الشهري) والعوامل الاجتماعية المؤدية إلى تعاطي
المخدرات.
2.
وجدت
الدراسة بأنه لا يوجد علاقة للمتغيرات الديموغرافية بالعوامل النفسية المؤدية إلى
تعاطي المخدرات.
3.
وجدت
الدراسة بأنه لا يوجد علاقة للمتغيرات الديموغرافية بالعوامل الإعلامية المؤدية
إلى تعاطي المخدرات.
4. وجدت الدراسة بأنه لا يوجد علاقة للمتغيرات
الديموغرافية بالعوامل الاقتصادية المؤدية إلى تعاطي المخدرات.
والنتيجة العامة لذلك: هو أنه لا توجد علاقة بين المتغيرات الديموغرافية للمرضى بالمستشفى في عينة البحث لتعاطي المخدرات والعوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات
التوصيات:ـ
توصلت الدراسة إلى مجموعة من
التوصيات اقترحتها كالتالي:
1. الاهتمام بالبرامج الوقائية لمكافحة تعاطي
المخدرات من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية كدور
العبادة والمدارس والجامعات بزيادة التوعية الإعلامية وتقوية الوازع الديني وزيادة
برامج التوعية بأضرار ومخاطر المخدرات وكيفية شغل أوقات الفراغ بما يعود على النشء
بالفائدة.
2.
الاهتمام
بمساعدة الأسرة على القيام بدورها في نشر الوعي الثقافي بها والمحافظة على
استقرارها من خلال دعم البرامج الأسرية وقيام الأسرة بدورها في توعية الأبناء بكل
ما يتعلق بالمخدرات والمسكرات وأضرارها وتوجيه الأبناء لاختيار أصدقائهم والاستماع
لما يكون لدى الأبناء من مشكلات حتى لا يقعون فريسة لأصدقاء السوء الذين يدفعوهم
للوقوع في مشكلة التعاطي لأي نوع من المخدرات.
3.
الاهتمام
بتنشئة الأبناء دينية وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي وقيمنا العربية الأصيلة وتوعية
مداركهم لما يوفره الدين من سند وأمن ذاتي للفرد ويحمه من المخدرات وغيرها من
المؤثرات الحياتية الخطرة على مستقبله.
4.
توفير
المؤسسات العلاجية في كافة مناطق المجتمع السعودي للمساهمة في اكتشاف حالات
التعاطي والإدمان في بدايتها وتأهيل المتعاطين لمساعدتهم في التخلص من المشكلات
التي يقعون فيها نتيجة لتعاطيهم للمخدرات.
5. العمل على تدعيم جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية وتوفير الإمكانات المادية والبشرية لقيامها بدورها الوقائي والعلاجي التنموي في إطار سياسة قومية للحد من انتشار تعاطي المخدرات بوجه عام في المجتمع لارتباطها بعدد من المشكلات الخطيرة والمدمرة للمدمن ولأسرته بل وللمجتمع بوجه عام.
الخاتمة:ـ
مشكلة المخدرات من اخطر المشاكل الصحية
والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية
العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها.
و لقد تضافرت عديد من العوامل السياسية
، الاقتصادية والاجتماعية لتجعل من المخدرات خطرا يهدد العالم أو كما جاء في بيان
لجنة الخبراء بالأمم المتحدة " إن وضع المخدرات بأنواعها في العالم قد تفاقم
بشكل مزعج وأن المروجين قد تحالفوا مع جماعات إرهابية دولية لترويج المخدرات كما
أن شبابنا لا شك مستهدفون من قوى الشر ، بيد أن لدينا القدرة والمرجع في ديننا
الحنيف ولنذكر جميعا قوله تعالى } ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما { ومن
قوله } ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة { .
يؤكد
تقرير لجنة الأمم المتحدة بأن تعاطي المخدرات وإدمانها لا يعتمد فقط على عوامل
اجتماعية أو اقتصادية وإنما يعود إلى أن المدمن له شخصية غير سوية تسعى لتلبية
حاجاتها دون تمهل أو تبصر أو اكتراث بما يترتب على هذا السلوك . كن متمسكا بديننا
الحنيف و تذكر قوله تعالى } يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات
ويحرم عليهم الخبائث { ، كن حريصا في اختيار أصدقائك ومعارفك ولا تقدم على التجربة
، فمجرد البداية قد تعني الإدمان وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " أطلب مشورة الأسرة والأهل
والحكماء عملا بقوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم........ { .
المراجع
1-
الأصفر،
أحمد عبد العزيز (2004م) عوامل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي.
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. الرياض.
2- آل خليفة،
نورة ابراهيم عبدالله (2007)، فاعلية علاج المدمنين على المخدرات في مملكة البحرين
– دراسة تقييمية-، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الاردنية.
3-
البداينة، ذياب، والطراونة، أخليف، وحسان، ريم
(2009)، عوامل الخطورة في البيئة الجامعية (منشورات المجلس الأعلى للشباب، عمان).
4-
الحميدان
، عايد علي (2008م) تأثير المخدرات على الاسرة والمجتمع، المؤتمر العلمي الأول حول
الدين والأسرة لوقاية الشباب من تعاطي المخدرات. الكويت.
5- الخزاعلة،
عبد العزيز (2003)، الجوانب الاجتماعية لظاهرة تعاطي المخدرات في الأردن: دراسة
ميدانية (أبحاث اليرموك " سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية" 2003، 1911 – 1939.
6- الخزاعي، حسين (2010)، التوقف عن ادمان
المخدرات واثره على تحسن نوعية الحياة، دراسة اجتماعية تطبيقية، المجلة الجزائرية
للدراسات السوسيولوجية، العدد 4، حزيران
( جوان).
7- الخوالدة، محمود ، الخياط، ماجد (2011)، أسباب
المواد الخطرة والمخدرات من منظور متعاطيها في المجتمع الأردني، مجلة الدراسات
الأمنية، مركز الدراسات الاستراتيجية الأمنية، العدد 5، حزيران.
8-
الشربيني،
إيمان طه (2004م). المخدرات والإدمان وكيفية حدوثه وتأثيراته ومشاكله. مجلة الأمن
العام (المجلة العربية لعلوم الشرطة بوزارة الداخلية، مصر).
9-
الشريف،
عبد الإله محمد (2011م) العوالم المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المملكة العربية
السعودية (دراسة ميدانية على متعاطي المخدرات في مجتمعات الأمل للصحة النفسية ورقة
مقدمة للمؤتمر العلمي نحو استراتيجية فعالة للتوعية بأخطار المخدرات، الرياض.
10- الصالح،
أسامة (2004)، فاعلية المجتمعات العلاجية لمعالجة إدمان المخدرات : التجربة
الأردنية – دراسة مقارنة ،دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد: 31،
العدد2 346 – 365.
11-
عبد
اللطيف، رشاد أحمد (2005م) الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات: تقدير مصطفى سويف:
" المسوح الميدانية كأداة علمية لتقدير حجم مشكلة المخدرات وخطورتها"،
مجلة الأمن والقانون، كلية شرطة دبي، المجلد2، العدد2، دبي.
12-
عبد
اللطيف، رشاد أحمد (2007م) الجوانب الاجتماعية للسياسة الوقائية لموجهة مشكلة
تعاطي المخدرات، المجلة العربية للدراسات الأمنية، العدد7، الرياض.
13- عزوز،
عبدالناصر الهاشمي (2005)، التنشئة الاجتماعية الاسرية والادمان على المخدرات
دراسة ميدانية على عينة من المدمنين الخاضعين للعلاج بمركز فرانتز فانون البليدة-
الجزائر، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الاردنية، عمان.
14-
فتحي،
مديحة مصطفى (2008م) دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة المشكلات الاجتماعية لإدمان
المخدرات (دراسة بنادي الدفاع الاجتماعي بمحافظة كفر الشيخ) القاهرة.
15-
المغربي،
سعد (2006م) تعاطي المخدرات. المشكلة والحل. الهيئة المصرية العامة للكتاب.
القاهرة.
16- النوافلة،
حسين محمد (1992)، الخصائص الديمغرافية والنفسية لمتعاطي المخدرات في الأردن
(رسالة ماجستير، غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد).
17- الهواري،
سهير (2006)، التصدي لمشكلة إدمان المخدرات: دور التعليم والإعلام والمؤسسات
الأخرى (مجلة تعليم الجماهير، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، العدد
43.