التمهيد:ـ
وتعود أصول
شجرة عائلة الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى قريش وبالتحديد من نسل العباس عم
النبي صلى الله عليه وسلم أي من بني هاشم
من عبد الله بن عباس رضي الله عنه
نشأ الرشيد في
بيت ملك، وأعد ليتولى المناصب القيادية في الخلافة، وعهد به أبوه الخليفة "المهدي بن جعفر المنصور " إلى من يقوم على أمره تهذيبًا وتعليمًا وتثقيفًا، وحسبك أن يكون من
بين أساتذة الأمير الصغير
"الكسائي" ، والمفضل الضبي، وهما من هما علمًا ولغة وأدبًا، حتى
إذا اشتد عوده واستقام أمره، ألقى به أبوه في ميادين الجهاد، وجعل حوله القادة
الأكفاء، يتأسى بهم، ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم، فخرج في عام (165 هـ= 781م) على
رأس حملة عسكرية ضد الروم، وعاد محملاً بأكاليل النصر، فكوفئ على ذلك بأن اختاره
أبوه وليًا ثانيًا للعهد بعد أخيه موسى الهادي. وكانت
الفترة التي سبقت خلافته يحوطه في أثنائها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، من
أمثال "يحيى بن خالد البرمكي"، و"الربيع
بن يونس"، و"يزيد بن مزيد الشيباني".(1)
و"الحسن
بن قحطبة الطائي"، و"يزيد بن أسيد السلمي"، وهذه الكوكبة من
الأعلام كانت أركان دولته حين آلت إليه الخلافة، ونهضوا معه بدولته حتى بلغت ما
بلغت من التألق والازدهار. (2)
فجاء الهادي
يريد أن يخلع الرشيد ويحمل الناس على البيعة لأبنه جعفر. وكان الهادي شرساً قويا
جباراً. وكان الرشيد لينا مطواعا. فلما علم من أخيه ذلك مال إلى اجابته. ولكن عصاه
يحيى البرمكي وكان ولي أمره إذا ذاك، ولما اشتد الهادي على يحيى البرمكي والرشيد،
نصح يحيى للرشيد بأن يسافر إلى مكان بعيد ليختفي عن أعين الهادي فلا يذكر هذه
المسألة إلا لماما. (3)
بهذا يعلن
مروان بن أبي حفصة الشاعر النابه تبوأ الرشيد عرش الخلافة بعد أخيه الهادي، بعهد
من أبيه سنة (170هـ/ 786م). وبهذا يهنئ الشاعر الخيزران بتوقل الرشيد لعرش كانت
الخيزران معذبة معناة بمن كان يعتليه قبل الرشيد. وقد يكون من المستصوب أن نترك
ليوسف بن القاسم بن صبيح كاتب الرشيد، يعلن إلينا ما أعلنه بنفسه إلى العالم
العربي، من خبر اعتلاء الرشيد للخلافة، فإنه، بأسلوبه الرشيق وبلاغته السهلة
ومكانته من الرشيد، أحق بذلك وأجدر، ولاسيما وقد طيرت قطعته للخافقين، منبئة بموت
خليفة وتتويج خليفة. (4)
يجمع المؤرخون
العرب على ورع الرشيد وفضله وأدبه، وبسطة يده بالخير والعطاء، وانطوائه على الجود
والسخاء، فقد ذكروا : أنه كان يصلى في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا إلا أن
تعرض له علة، وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم بعد زكاته. وكان إذا حج
حج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة
والكسوة الباهرة . وكان يقتفي آثار المنصور ويطلب العمل بها إلا في بذل المال،
فإنه لم ير خليفة قبله كان أعطي منه للمال.(1)
وتولى الخلافة
هارون الرشيد وهو الخليفة العباسي الخامس، ومن أشهر الخلفاء العباسيين والعرب. عاش
في العراق وحكم بين (786، 809 هـ/ 1384، 1406م) ، والدته الخيزران بنت عطاء. وهو
أكثر الخلفاء العباسيين جدلاً خلال فترة حكمه حيث قيل أنه من أكثر خلفاء الدولة
العباسية جهاداً أو غزواً واهتماماً بالعلم والعلماء، وعرف عنه أنه الخليفة الذي
يحج عاماً ويغزو عاماً وكان يلقب بأمير المؤمنين. لقد عم الرخاء في عهده وتمسك
هارون الرشيد بزمام هذه الدولة وهو في نحو الخامسة عشر من عمره يعتبر عصره العصر
الذهبي للدولة العباسية والعالم العربي، توفي 3 جمادى الآخر (193هـ/808م) وذلك
عندما خرج إلى خراسان لإخماد بعض الفتن والثورات التي اشتعلت ضد الدولة ولقد اشتدت
به العلة وتوفي. يعتقد أنه قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة. (2)
ولم تكن الفترة التي قضاها
الرشيد في خلافة الدولة العباسية هادئة ناعمة، وإنما كانت مليئة بجلائل الأعمال في
داخل الدولة وخارجها، ولم يكن الرشيد بالمنصرف إلى اللهو واللعب المنشغل عن دولته
العظيمة إلى المتع والملذات، وإنما كان "يحج سنة ويغزو كذلك سنة".(3)
الفصــل الأول
خــلافــة هـــارون الـرشـيد
مولده.
حياته.
توليه الحكم
مولده
هو هارون الرشيد بن محمد
المهدي وأمه أم الهادي ولد بالري (سنة 145هـ/ 762م )، ولما شب كان أبوه يرشحه
للخلافة فولاة مهام الأمور. جعله أمير الصائفة (سنة 163هـ/779م ) و (سنة 165هـ/
782م) وفي (سنة 164هـ/ 780م) ولاه المغرب كله من الأنبار إلى أطراف إفريقية فكانت
الولاة ترسل من قبله وفي (سنة 166هـ/783م) جعله أبوه ولي عهد بعد الهادي وفي (سنة
169هـ/786م) وهي السنة التي توفي فيها المهدي أراد أن يقدمه على الهادي لما ظهر من
شجاعته وعلو شأنه فحالت منية المهدي دون ذلك. (1)
وكان يعاصره في
الأندلس الأمير عبد الرحمن الداخل (138 ـ 172هـ /755ـ 788م) ثم هشام بن عبد الرحمن
(172 ـ 180هـ/755ـ796م) ثم الحكم بن هشام (180ـ206هـ/ 796ـ 821م ). (2)
وفي المغرب الأقصى
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (172ـ 177هـ/755ـ793م)
وهو أول المتغلبين من البيت الإدريسي ثم ابنه إدريس (177ـ213هـ/793ـ828م ). ويعاصر
في مملكة الروم بالقسطنطينية قسطنطين السادس، وكانت تدبره لصغره أمه أريني (163ـ
180هـ/780ـ 797م) ثم استبدت بالملك من (سنة180هـ/ 797م) إلى (سنة802) ثم خلعت
وخلعها نقفور (185ـ 195هـ/802ـ811م). هارون الرشيد ينحدر من سلالة العباس رضي الله
عنه،عم النبي صلى الله عليه وسلم. (3)
أ ـ ولادته:
وجه المنصور ولده
محمداً "المهدي" إلى خراسان (141هـ/758م) للقضاء على تمرد أحد القادة
العسكريين وهو عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، وجعل معه خازم بن خزيمة، فتمكنا
من عبد الجبار وأرسلاه إلى الخليفة في العراق مكبلاً مهاناً حيث قتل فيها. (4)
واستمر المهدي في
خراسان نائباً عليها، يتوغل وقائد جيشه خازم في طبرستان يقاتل الأصبهبذ إلى أن
حاصروه وصالحهم على ما فيها من الذخائر، ثم نقض الأصبهبذ العهد فقاتلوه حتى تمكنوا
منه وقتل نفسه مسموماً، واستقرت الأحوال وأخذ المهدي يرسل بالأموال والهدايا
والغنائم إلى العاصمة دليلاً على ظفرة انتصاره. (1)
عاد المهدي إلى
العراق سنة (144هـ/761م) بعد أن ترك أثراً طيباً، وسيرة حميدة، فوصل إليها
"واستقبله أبو جعفر المنصور في نهاوند استقبال الفاتحين الأبطال، ثم استقر به
المقام في الهاشمية* حيث تزوج ابنة عمه:
"ربطة بنت أبي العباس السفاح وذلك في الحيرة" رجع المهدي بعد زواجه إلى بلاد الري مصحوباً بفرقة من الجيش تقدر بثلاثين ألفاً،
يصحبه جماعه من كبار القواد على رأسهم "معاوية بن عبيد بن يسار " وظل في
الري يقوم بالفتوحات ، ويعمل في العمران، ويحسن السيرة في العباد. (2)
وكان في حاشيته
جارية جميلة ورقيقة اشتراها منذ مدة، وقد عرفت بالأنوثة والنعومة وتدعي: "
الخيزران بنت عطاء الجرشية" نسبة إلى جرس باليمن، أعجب بها المهدي فأعتقها ثم
تزوجها. (3)
أنجبت الخيزران
للمهدي ولده البكر موسى الملقب بالهادي، ثم ولدت له في شتاء "148هـ
765م"(4)
ولده الثاني " هارون " الملقب بالرشيد.
ب ـ رضاعته:
يذكر المؤرخون أن
الخيزران كانت تربطها بنساء الأمراء روابط متينة وقوية، وأقوى هذه الروابط كانت
بينهما وبين اسرة يحيى بن خالد البرمكي، فإن نساء يحيى تمكن من التسلل إلى قلب
الخيزران، وحيازة رضاها، والفوز بالنصيب الأكبر من مجالستها ومسامرتها، ونلن
ثقتها، فدفعت ولدها هارون الرشيد اليهن ملففاً في خرقه لإرضاعه وللعناية به ،
والسهر على راحته، ومساعدتها في تربيته. (5)
وكان ليحيى بن برمك
آنئذٍ ثلاث زوجات هن: "زينب بنت منير" و " عتابة" و"
فاطمة بنت محمد بن الحسن بن قحطبة الطائي". (6)
وقد ولدت زينب ابنها
(الفضل) قبل ولادة هارون الرشيد بسبعة أشهر تقريباً، فكان الفضل يرضع على ثدي أمه
حين دفعت الخيزران بهارون إليها لترضعه وتعتني به، فصار الفضل أخاً له في الرضاعة،
كما شاركها في رضاعة هارون ضرتها فاطمة بنت محمد بن قحطبة، فصارت له أماً، وصار
جعفر ولدها له أخاً.(1)
ويقال إن
"عتابة" ولدت ليحيى جعفراً بعد ذلك ببضعة أشهر، ويسو أنها توفيت وهو في
مهده فدفع يحيى به إلى ضرتها فاطمة بنت محمد بن الحسن بن قحطبة الطائي لترضعه،
فاجتمع على ثديها مع هارون الذي سبق أن أرضعته كذلك. (2)
وقد أرضعت الخيزران أولاد يحيى كذلك.
وبذلك صار يحيى بن
خالد البرمكي أباً للرشيد، وصارت نساؤه له أمهات، وزادت الصلة والصحبة قوة ومتانة
بين الخيزران وعائلة البرمكي يحيى، هذه الصلة التي دفعت بهم إلى أعالي المجد مدة
طويلة من الزمن، عرفت الدنيا آثارها، وتناقلت الكتب أخبارهم ، إلى أن تمكن الرشيد
منهم فأوقع بهم ونكبهم. (3)
حياته:ـ
ينفرد
الرشيد عن كافة الخلفاء بالشهرة الشعبية العامة التي له بين العرب والغرب وقد
اكتسبها بفضل القصص الشعبي، وخاصة كتاب ألف ليلة وليلة، التي يتردد فيها ذكره،
والتي يتبين من ثناياها ما كان في عصره من ازدهار حضاري وترف مادي واهتمام بالغناء
والموسيقى. ولابد أن هذه المظاهر المستخلصة من القصص قائمة على أساس من الواقع أي
أزدهار الصناعة والتجارة والغناء في عصره. (1) كما تدل على اهتمام الرشيد بالرعية وتفقده
أحوالها، واهتمامه بأمر العدالة. وتتجلى المظاهر العامة للتقدم المادي في عصر
الرشيد، في الواردات الضخمة التي كانت تجبيها الدولة، أما أزدهار الغناء فيتجلى من
دراسة حياة إبراهيم وابنه اسحق الموصليين*
اللذين هما من أعظم من انجبه العالم الإسلامي في الغناء. (2)
وكان
يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، لا يتركها إلا لعلة، ويتصدق من
صلب ماله كل يوم بألف درهم، وكان يحب العلم وأهله، ويعظم حرمات الإسلام، ويبغض
المراء في الدين ، والكلام في معارضة النص. وبلغه عن بشر المريسي القول بخلق
القرآن، فقال : لئن ظفرت به لأضربن عنقه. وكان يبكي على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه،
سيما إذا وعظ. وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموال الجزيلة، وله شعر. دخل عليه مرة
ابن السماك الواعظ*، فبالغ في احترامه، فقال
له ابن السماك: تواضعك في شرفك أشرف ممن شرفك؛ ثم وعظه فأبكاه. (3)
وكان يأتي بنفسه إلى بينت الفضيل بن
عياض بمكة، فمر هارون ، فقال فضيل: الناس
يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، ولو مات لرأيت أموراً عظاماً. (4)
قال
أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال :
صلى الله على سيدي، وحدثته بحديثه صلى الله عليه وسلم " ووددت أني أقاتل في
سبيل الله فأقتل ، ثم أحيى فأقتل" فبكى حتى انتحب. (5)
وحدثته
يوماً حديث " احتج آدم وموسى" وعنده رجل من وجوه قريش؛ فقال القرشي :
فأين لقيه؟ فغضب الرشيد، وقال: النطع والسيف، زنديق يطعن في حديث النبي صلى الله
عليه وسلم. (1)
وقد ذكر عن ورعه أنه: لما لقي
الرشيد الفضيل قال له : يا حسن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة؛ حدثنا ليث عن
مجاد (وتقطعت بهم الأسباب)(2) قال:
الوصلة التي كانت بينهم في الدنيا، فجعل هارون يبكي ويشهق. ومن محاسنه أنه كان
يحترم العلماء ورجال الدين ويجلس للعزاء ويأمر الأيمان أن يعزوه فيهم.
أ ـ طفولته:
بدأ
الرشيد طفولته بين صدر أمه وثدي زوجات يحيى البرمكي أمهاته بالرضاعة، وأخذ ينمو ويكبر،
فصار يدب على الأرض، ويتنقل في حدائق قصر
"الزينبدي" في بلاد الري، وهو القصر الذي يقيم فيه المهدي، فكان
هارون ينمو بين أترابه من أولاد الأمراء والقادة، وخاصة مع إخوته بالرضاعة الفضل
وجعفر أولاد يحيى البرمكي. (3)
وقد
شغل المهدي هذه الفترة بمقاومة العادين على الخلافة، حيث جهز جيوشه لقتال رجل من
الكفرة أسمه: "أستاذ سيس*"
الذي أعلن العصيان، ونشر الفساد، وسفك الدماء، وظل المهدي والقائد الفذ: خازم بن
خزيمة يحاربان "أستاذ سيس" حتى قضيا عليه، وطهرا الأرض من شروره. (4)
استمر
الرشيد يغدو ويروح في قصور بغداد، وفي أحضان الأسرة العباسية التي تمتلئ بها
بغداد، وبعد سنة في أحضان قصر الخلافة انتقل هارون مع أسرته إلى القصر الجديد قرب
الرصافة التي ابتناها المنصور لولده المهدي في الجانب الشرقي من بغداد ، حيث بدأ
الناس بالعمران والانتقال إلى هناك. (5)
وظل
هارون بنعم بالهدوء والحب والعطف في رحاب الرصافة، وبين أطفال الأمراء والقادة
والعلماء، وأحب المكث بين أطفال عمه جعفر الأكبر الذي وافته المنية سنة 150هـ/767م،
فكان يقضي معظم وقته معهم، ومن حينها شغفه حب ابنه عمه زبيدة. (1)
ومنذ أن صار هارون فتياً يعقل ما يقال
له، عين له المهدي مدرساً يلازمه ويلقنه العلم، وبقي هذا المدرس بجانبه لم يفارقه
حتى مات، وهو الكسائي* رحمه
الله. لقد اهتم الخلفاء بتعليم أولادهم ورعايتهم، فلم يترك خليفة أولاده إلا وقد
عين لهم أجلاء العلماء في الأدب والنحو والفقه وغير ذلك من العلوم، وقد عين المهدي
لابنه الرشيد العالم النحوي المشهور: علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي* بالولاء، والكوفي، المشهور بالكسائي، وهو
أمام في اللغة والنحو والقراءة، قام بتأديب الرشيد وتعليمه، كما قام بتأديب ولده
الأمين، قال الجاحظ عنه: "كان أثيراً عند الخليفة، حتى أخرجه من طبقة
المؤديين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين".(2)
وقد كان أثر هؤلاء العلماء واضحاً
في هارون الرشيد، فحفظ الكثير من الشعر والأدب والحكم والخطب، وصار على معرفة تامة
بأيام العرب وأمثالها، يظهر ذلك جلياً عند حديثناً عن علمه وأدبه. ولما بلغ الرشيد
العاشرة، من عمره فجعه الموت بوفاة جده المنصور، وشاهد بأم عينه حزن الناس لوفاة
المنصور، وانتقال الخلافة إلى أبيه، وذلك سنة 158هـ/774م، فأخذت حياته مجرى
جديداً، حيث بدأ المهدي يعده وأخاه لتحمل مسؤوليات المستقبل، وأخذ عوده يقسو وساعده يشتد، وصار جسمه ينمو، حتى أكتمل حيوية
وشباباً. (3)
ب ـ شبابه:
ولما
اشتد ساعد هارون "الرشيد" وقوي عوده أخذ يتدرب على الفروسية وركوب
الخيل، ويتعلم الرمي والطعن والجري، وكان في ذلك لا يجاريه أحد من أولاد الأمراء
وأقرانهم من الشباب، فقد اشتهر المهدي باهتمامه الشديد بتدريب أولاده منذ الصغر
على الفروسية والقتال، وقد ظهر ذلك جلياً حتى في بناته، فقد ذكر علي بن محمد، عن
أبيه، قال: " رأيت المهدي وقد دخل البصرة من قبل سكة قريش، فرأيته يسير
والباتوقة.* بين يديه، بينه وبين صاحب
الشرطة، عليها قباء أسود، متقلدة سيفاً، في هيئة الغلمان". ويذكر السيوطي في
تاريخ الخلفاء: أن الرشيد أول خليفة لعب الصوالجة والكرة، ورمي النشاب في البرجاس.
(1)
ولم
يكن اهتمام المهدي بتربية أولاده التربية العسكرية الحازمة إلا ليرمي بهم في وجوه
أعدائه والخارجين عليه، ولذلك رمي بابنه هارون في وجوه أعدائه الروم عندما تسلم
الخلافة. ففي سنة 163هـ/ 779م أراد المهدي غزو الروم، فجهز جيشاً كبيراً، زوده بما
يلزمه من عدة ومن عدد، وحشر فيه كبار القواد والأمراء، منهم الحسين بن قحطبة،
والربيع الحاجب*، وجعل على رئاسة هذا
الحشد من الجند ومن كبار القواد والحجاب والأمراء ، ولده هارون الرشيد. (2)
المبحث
الثالث: تولية الحكم:ـ
كان
من حسن حظ الرشيد أن لم تطل خلافة الهادي فمات سريعاً ومات فجأة.. فلم يغير
البيعة. وتولى الرشيد مكانه وجلس على العرش، ونال حظوة عظمى. فلم يعرف الغرب عن
الشرق كما عرف عن الرشيد، وذلك لأسباب كثيرة. أولها: شدة العلاقة التجارية
والسياسية بين الرشيد وملوك أوربا في ذلك العهد. وثانيها ما صورته كتب الأدب
والشعر عن مجالس الرشيد. ثالثها القصص والحكايات التي روتها عنه ألف ليلة وليلة،
من صورة رائعة جذابة.. هذه صورة له يتعسس بالليل مع جعفر البرمكي ومع خادمه مسرور
في أزقة بغداد*، وهذه صورة أخرى يمتحن
فيها الفتيات، وهذه صورة ثالثة في المنادمة على بالشراب والغناء، وهذه صورة رابعة
ينصف فيها المظلوم ويحقق العدالة. وعلى الجملة فقد صور ألف ليلة وليلة الرشيد
تصويراً بديعاً لطيفاً، كما صور لنا أسواق بغداد وكيف تزخر بالسلع وكيف تتوارد عليها
من كل مكان، وحركة التجارة نشيطة مليئة. وتصور لنا مجالس الرشيد وما فيها من بذخ
وترف إلى غير ذلك مما يعد دعاية واسعة للرشيد.. (1)
ففي
ليلة النصف من شهر بيع الأول عام 170هـ/ 786م أعلن قصر الخلافة وفاة الخليفة موسى
الهادي، وأرسلت الخيزران من أخرج يحيى بن خالد البرمكي من سجنه، فذهب لفوره وتأكد
من الخبر، ثم ذهب إلى هارون الرشيد في البيت الذي يقيم فيه مسجوناً فوجده نائماً،
فأيقظه قائلاً له: " قم يا أمير المؤمنين" وأخبره حقيقة الأمر، فنهض
الرشيد واستلم الخاتم، واتجه إلى حيث قصر الهادي فأمر به فغسل ثم صل عليه هارون
ودفنه في بستان قصره. (2)
ثم
أسرع القائد خزيمة بن خازم وأخذ جعفر بن موسى الهادي وصعد به مكاناً عالياً ليعلن
فيه خلع نفسه من البيعة التي أعطيت له من بعض الناس في حياة والده، فخلع نفسه وحلل
الناس من بيعته، وبايع بالخلافة لعمه هارون الرشيد، وتتابع الأمراء والقواد والناس
في البيعة، وللرشيد، وسيرت الكتب على البريد إلى الآفاق لأخذ البيعة له في
الأقاليم والأمصار.(3)
إن
الصراع على السلطة بين الأمين والمأمون الذي استمر نحو خمس سنوات عجاف سالت خلالها
دماء أهل العراق وأهل خراسان وانتهى بمقتل الأمين تعود في واقعها إلى ذلك القرار
السياسي الخاطئ الذي اتخذه الرشيد بتقسيمه ولاية العهد والدولة بين ابنائه الثلاثة
الأمين والمأمون والمؤتمن. (4)
فقد
أعطى الرشيد ابنه محمد ولاية العد سنة 175هـ، وكان ابن عشر سنين فقط وولاه ولاية
المغرب، وبعد سبع سنوات أي في سنة 182هـ/ 798م ولي الرشيد ابنه عبد الله ولاية
العهد الثانية واعطاه ولايات المشرق وحين حج سنة 186هـ/802م كتب عهد احتاط فيه
لاحدهما على الأخر واشترطت هذه العهود على محمد الأمين الوفاء لأخيه عبد الله
المأمون وارسلت نسخ منه إلى العمال واثبتت في الدواوين وعلقت على جدران الكعبة.
وجاء في نصها " إن محمداً الأمين إذا فعل غير ما ورد فيها فحقه يسقط في
الخلافة.(1)
ولا جدال فقد كانت عهود الكعبة في صالح المأمون ولم يكن للأمين سلطة على أخيه في الشمرق ولم يعط الحق في عزله أو التدخل في إدارة الولايات التي تحت نفوذه بينما أعطي للمأمون إذا افضت الخلافة إليه الخيار في إبقاء أخيه الثالث المؤتمن أو عزله. (2)
الفصل الثاني
الأوضاع الداخلية في عهد الرشيد
المبحث الأول: حركة الخوارج.
المبحث الثاني: الاضطرابات في الشام وأفريقيا.
المبحث الثالث: نكبة البرامكة.
حركة الخوارج:
وكان عهد الرشيد (170ـ193هـ/ 786ـ 809م) من
العهود التي شهدت تفاقم الحركة الخارجية حيث تعددت ثوراتهم وشملت جهات مختلفة من
الخلافة العباسية. (1)
فثار
الصحصح الخارجي في الموصل سنة 971هـ وثار الفضل الخارجي في نصيبين سنة (176هـ/792م)
وثار الوليد بن طريف الشاري* سنة (178هـ/794م)
في الجزيرة الفراتية ، وثار حمزة بن عبد الله الأزرق الشاري في سجستان سنة (179هـ/795)
وخرج خراشة الشيباني* في
الجزيرة الفراتية سنة (180هـ/ 796م)، وخرج عبد السلام الخارجي بامد سنة (187هـ/803م)
وقد اضطر الخليفة الرشيد بسبب كثرة الاضطرابات واعتصام الخوارج بالموصل إلى هدم
سورها سنة (180هـ/796م). يقول الأزدي. (2) " وفي سنة ثمانين ومئة شخص هارون
الرشيد يريد الموصل... وأمر بهدم سور المدينة ونادى مناديه: من هدم ما يليه من
السور فهو آمن فهدم الناس سورهم بأيديهم".
أ ـ حركة حمزة بن عبد الله بن
الأزرق الشاري في سجستان:(3)
وكان
حركة حمزة بن عبد الله الشاري أحدى الحركات الخارجية التي ظهرت في سجستان (سيستان)
سنة (179هـ/ 795ـ796م)، وأعلن نفسه أمير المؤمنين سنة (181هـ/ 770م)، ولم تستطع
السلطة العباسية القضاء على حركته نهائياً حيث قام بهذا العمل نيابة عنها الطاهريون*، والصفاريون، وهي اسر توارثت الحكم في
بعض الأقاليم الإيرانية وتعهد بالقضاء على حركات التمرد والعصيان وضمان الأمن
والاستقرار، ولكن هذه السلاسلات الحاكمة ما لبثت أن انشقت عن الخلافة العباسية. (1)
وتشترك
هذه الحركة مع أغلب الحركات الخارجية في هذه الفترة باعتمادها على شخصية زعيمها،
فما أن يقتل الزعيم حتى يتفرق الاتباع إلى أن يظهر قائد جديد يجمع الشمل ويوحد
الكلمة في تمرد جديد. ولا شك فإن حركة حمزة الشاري في سجستان ضمنت إليها إضافة إلى
الخوارج كثيراً من المتذمرين من السياسة العباسية، فهي كالحركات الدينية ـ
السياسية التي ظهرت قبلها وبعدها في إيران، رفعت شعارات مختلفة، منها عقائدية.
ومنها إقليمية، ومنها مصلحية لتجذب أكبر عدد من الإتباع. وبمعنى أخر فإن الحركة
إضافة إلى صيغتها الخارجية عبرت عن مشاعر وآمال ومصالح أهل سيستان. وحين أحسن
الرشيد باستفحال الحركة وإعلان حمزة الشاري نفسه أمير للمؤمنين، كتب إليه رسالة
يدعوه إلى التوبة والعودة إلى الجماعة وقد أجابه حمزة على كتابه هذا بكتاب طويل وتبودلت الرسائل بين الطرفين
دون جدوى. ووقعت في المشرق حركات خارجية أخرى ولكن لم يكن لها أثاراً سياسية
كبيرة. (2)
ب ـ خوارج الجزيرة الفراتية:
استمرت
الحركات الخارجية تظهر الواحدة تلو الأخرى في هذا الأقليم ورغم جهود الخلفاء
العباسيين الأوائل في كسر شوكتها ومحاولة التخفيف منها. ومن أبرز الحركات التي
ظهرت خلال هذه الفترة. (3)
حركة
الصحصح الشيباني سنة (171هـ/787م)، وكانت معاركه سجالاً مع الروابط العباسية في
الجزيرة حتى قضى على حركته احد قواد الرشيد، وهو نصر بن عبد الله الضبي. وتحرك
الفضل بن سعيد الرادني* سنة (173هـ/789م)
وفرض الأموال على مدن عديدة.
المبحث
الثاني: الاضطرابات في الشام وأفريقيا:
ولكن
أفريقيا بقيت مضطربة كثيرة القلاقل ولعل كثرة عزل وتعيين الولاة العباسيين يعتبر
مؤشراً بارزاً على عدم الاستقرار. فقد استمر عبد الرحمن بن رستم وإلي أبي الخطاب
على أفريقيا في بث المذهب الخارجي في المغرب الأوسط، بالمركز بتاهرت، في منطقة ذات
جبال وعرة شاهقة، مما جعل مهمة ابن الاشعت في القضاء عليه مهمة صعبة، وفي سنة(148هـ/
765م) بايعت زناته القبيلة البربرية كبيرة العدد أبا قرة الصفري أماما لها ، وبهذا
أصبح المذهب الخارجي الصفري منتشراً في المغرب الأوسط والأقصى، ولكن الوالي
العباسي الأغلب بن سالم هاجمه سنة 150هـ/767م)، دون أن يلحق به خسارة كبيرة. (1)
الواقع
أن الوالي العباسي الذي استطاع أن يضبط أمور أفريقيا هو يزيد بن حاتم المهلبي
ودامت ولايته خمس عشرة سنة من (155هـ ـ 171هـ/ 771ـ787م ) وقد تمسك الخلفاء
العباسيون به، وبعد وفاته اختار الرشيد لأفريقيا داود بن يزيد المهلبي لمرافقته
لوالده، الوالي القدير في حروبه هناك مما زاد في تجربته عن أحوالها. (2)
وعلى
أن أفريقيا تحركت بعد وفاة يزيد المهلبي فثارت الصفرية بجبال باجة وتمردت الأباضية
في فرار فولى الرشيد رواح بن حاتم المهلبي*
سنة (171هـ/ 787م) ، وجهزه بجيش كثيف ليهدئ الحالة، وقد حاول هذا الوالي أن يقر
الأوضاع على حالها فلم يستفز الأباضية في تاهرت ولا الصفرية بجبال باجة.(3)
وهكذا
انقسم الأقليم إلى مناطق نفوذ عباسية وخارجية وأدريسية (نسبة إلى أدريس الحسني*)، وبقيت الحالة هادئة حتى انتفض ابن
الجارود* سنة (177هـ/73م)، وفي سنة (183هـ/799م)
خرج ثمان بن تميم على الوالي محمد بن مقاتل العكي*،
ودخل القيروان وعزل الوالي العكي، وكان تعيين الرشيد لإبراهيم بن الأغلب بداية
نشوء الإمارة الأغلبية سنة (184هـ/800م) واستقرار الأوضاع السياسية والإدارية هناك
لقد ارسل العباسيون صناديد قادتهم من العرب لضبط الحالة في أفريقيا والمغرب، ورغم
أن عددا منهم نجح في تهدئة الحالة، لكن
الهدوء كان وقتيا، مما دعا السلطة العباسية إلى الاعتراف بالأمر الواقع والقبول
ضمنا بتقسيم أفريقيا إلى مناطق نفوذ متعددة. ولعل ذلك كان السبيل الوحيد أمام
العباسيين للحفاظ على ما تبقى لهم من سلطة في أفريقيا.(1)
ولم
تهدأ الحال بل اضطربت الشام سنة (187هـ/803م). ولابد أن نلاحظ أن سبب هذه الفتن
كان يعود إلى سوء تصرف الوالي العباسي وتعصبه لبعض القبائل، يقول ابن عساكر* عن الوالي سهل بن خازم بن خزيمة: "
وذكروا منه تعصباً". فأرسل الرشيد محمد بن منصور* ليتحمل ديات القتلى من بيت المال، ويولي
من يختار الفريقان اليمانية والمضربة. (2)
وثار
أهل حمص سنة (190هـ/ 805م)، ولكن الفتنة انطفأت بسرعة، وفي سنة (191هـ/806م) تحرك
أبو الفدا في الشام، ولم تنته هذه الفتنة حتى تحرك أهل حمص سنة (194هـ/809م)
فقاتلهم الأمين حتى طلبوا الأمان. (3)
وفي
سنة(195هـ/810م)، ظهر بالشام عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية وادعى أنه
السفياني المنتظر ولقبه الناس بأبي العميطر، ونشر الدعاية لنفسه، فكان اعوانه
يدعون له على أنه " المهدي المنتظر" وكثر اتباعه من اليمانية، واحتل
دمشق ونهب دور القيسية من أهلها، وطرد الوالي العباسي سليمان بن المنصور*.(4)
واستمرت
الحركات والاضطرابات القبلية في الشام، ولعل ابرزها كانت حركة أبي حرب تميم اللخمي* المعروف بالمبرقع سنة(227هـ/841م) في عهد
الواثق وعده أوانه (السفياني المنتظر) وانضمت لخم وجذام وقبائل كثيرة إليه، ولم
يناجزه القائد العباسي حتى وقت الحصاد حين تفرق عنه الكثير من انصاره فانقض عليه
وأسره. وكان سبب خروجه على ما تقوله رواية الطبري امتعاضه من تصرف الجند العباسي
وقتله احد الجنود ثم هروبه حيث لبس برقعها ليخفي نفسه. (1)
وفي
سنة (420هـ/ 1029م) حدثت حركتان: الأولى في حمص حيث أسر عدداً من زعمائها فضربهم
المتوكل بالسياط حتى ماتوا وقتل كثيراً من التمردين. والثانية في دمشق حيث قتل
المتمردون والي العباسيين سالم بن حامد لسوء سيرته، وكان رد فعل المتوكل عنيفا حيث
استشار صحابه في تعيين وال شديد شبيه بالحجا على الشام. وقد اشير إليه بتعيين
القائد أفريدون التركي، ولكن هذا القائد مات قبل أن يصل إلى دمشق، ولكن المتوكل في
الوقت نفسه تغاضي عن نزعة الولاء للأمويين في مجالات الفكر والثقافة ليجعل منها
نزعة مضادة للتشيع العلوي وحدثت المفارقة حين حاول المتوكل نفسه أن يتخذ من دمشق
ملجأ له ليتخلص من نفوذ الترك في سامراء، ولكن ظروفه الحرجة جعلت إقامته قصيرة هذا
إضافة إلى كره أهل الشام للحكم العباسي. (2)
من ذلك كله ندرك بأن عوامل كثيرة تداخلت مع الولاء الأموي فجعلت بلاد الشام مسرحاً للقلاقل، ومنها العصبيات القبلية القديمة، والصراع على النفوذ والسلطة بين زعماء القبائل والمتنفذين، وعدم تحمل هؤلاء للجند الخراساني، إضافة إلى تعصب الولاة العباسيين وتفضيلهم قبيلة على أخرى وسوء إدارتهم. (3)
نكبة البرامكة:
شهد
عصر الرشيد انقلاب الخليفة هارون الرشيد على البرامكة، والقضاء عليهم، ومحاولة
استئصالهم من جذورهم، وهم الذين وقفوا إلى جانبه وآزروه وعاونوه، وقاموا بالقضاء
على الثورات التي خرجت عليه، ولكن الرشيد نقم عليهم أموراً أثارته ضدهم، فتنكر لهم
وأهلكهم.(1)
ينتسب
البرامكة إلى خالد بن برمك بن جاماس بن بشتاسف، وهم مجوس من أشراف الفرس، أشتهر منهم
برمك بخدمة النهويهار في مدينة بلخ *،
حيث يقوم بخدمة النار المقدسة، وإلى برمك هذا انتسبت الأسرة البرمكية، ويبدو أن
برمك قد أسلم في خلافة عبد الملك بن مروان. (2)
البرامكة
أسرة إيرانية من بلخ وينسبون إلى برمك*
وهو لقب لرئيس سدنة معهد النوبهار في بلخ. وهذا المعبد من المعابد البوذية التي
تبعد فيها المهتهم حيث يشير ابن الفقيه أنه معبد للأصنام ويؤيده في رأيه هذا
جغرافيون أخرون. وليس يهمنا هنا تاريخ امتثال البرامكة بدول العباسيين وإسلام جدهم
خال البرمكي والتحاقه بالدعوة العباسية ثم خدمته للدولة في عهدي أبي العباس
والمنصور. ثم ازدياد نفوذ يحيى بن خالد البرمكي في دولة المهدي واتصاله بالخيزران
زوجة المهدي وعلاقته الوثيقة بها وبأبنها هارون الرشيد حيث أصبح يحيى البرمكي
مربيا لهارون ومشرفا على شؤونه ومرافقاً له في حملاته وسفراته، بل أن الذي نود
التأكيد عليه في هذا المجال هو دورهم في عهد الرشيد. (3)
أولع
المؤرخون بذكر نكبة البرامكة وأجهدوا القراء في التعرف لأسباب إيقاع الرشيد بهم.
لم يكن هذا العمل بدعاً في الدولة العباسية فإن للمنصور والمهدي سلفاً في ذلك، فقد
أوقع المنصور بوزيره أبي أيوب المورياني قتله وأقاربه واستصفى أموالهم لخيانة
مالية أطلع عليها منهم وأوقع المهدي بوزيريه أبي عبد الله معاوية بن يسار ويعقوب
بن داود لوشاية كانت بهما مع نزاهة الأول وحسن سيرته ومع ما كان للمهدي من الولع
بالثاني حتى كتب للجمهور أنه اتخذ أخاه في الله. كل هذا قد سبق به الرشيد.
يرى
المؤرخ أن طبيعة الملك الاستبداد أي يحب الملك فيه أن يكون ذا السلطان الذي لا
يشارك والحول الذي لا يقاوم واليد الطولي التي لا تضارعها يد وكبار الرجال الذين
يعينونهم ويقومون بتأييد سلطانهم كثير منهم لا يقف عند حد في الانتفاع بتلك
السابقة لهم، فلا يزالون يرتفعون حتى تتنبه إليهم أفكار الخلفاء بما يلقيه إليهم
الحاسدون والواشون من تعظيم سلطانهم على سلطانه واشتداد وطأتهم وعلو أيديهم فتدخل
الغيرة في قلوب أولئك الخلفاء والغيرة بدء الشعور بعيوب أولئك الرجال فلا تزال عيوبهم تتجسم
وهفواتهم الصغيرة تعظم وحينئذ يرى هذا السلطان المستبد أن لا مناص من الإيقاع بمن
كان سيفه الذي لا ينبو في الخطوب إشفاقاً من هذا السيف أن ينقلب عليه فينتقص منه
ملكه الذي دونه كل شيء وليس هذا خاصاً بالرشيد والبرامكة بل كل مستبد هذا شأنه مع
وزرائه وأعوانه إلا قليلاً من الوزراء الذين يعلمون طباع الملك فيقفون عند حد لا
يهيج الغيرة والحسد في قلوب الناس وقلب السلطان وهؤلاء أندر من الكبريت الأحمر،
لأنهم يتغلبون على ما في طبع الإنسان من عدم الوقوف عند حد في العظمة والتكاثر في
الأموال على أن أبا عبد الله وزير المهدي مع نزاهته وبعده عما يوجب غيرة سلطانه
جاءه أعداؤه من قبل ابنه فقالوا للمهدي: إنه زنديق فقتله المهدي فكان ذلك سبباً
للوحشة بين المهدي ووزيره.(1)
أنزعج الرشيد من استبداد البرامكة بالسلطة، حتى أن زوجه زبيدة* وبقية الكتل بدأت تحس بالكراهية تجاههم، وقد أشار ابن الأثير* إلى ذلك بقوله: "إن زبيدة أم الأمين هي الأخرى كانت تكرههم، لأنها تعرف حقيقة أمرهم، ثم آل الربيع وآل الشيباني"، وهناك روايات كثيرة تظهر انزعاج الخليفة الرشيد من تصرفات البرامكة قبل أمره بتصفيتهم منها: عزله للفضل بن يحيى البرمكي عن ولاية خراسان وتعيين منصور الحميري مكانه، وعزله لمحمد بن خالد البرمكي عن الحجابة وتعيين الفضل بن الربيع مكانه وذلك عام 179هـ/795م. (2
الفصل
الثالث
الأوضاع الخارجية في عهد الرشيد
المبحث الأول: العلاقة مع البيزنطين والفرنجة.
المبحث الثاني: ولاية العهد والأوضاع العلمية والاجتماعية.
المبحث الثالث: وفاة هارون الرشيد.
العلاقة مع البيزنطين والفرنجة:
أما
عن علاقة الدولة العباسية بالدولة البيزنطية فكانت علاقة حرب بخلاف علاقتها
بالدولة الكارولنجية* التي
ارتبط عاهلها شارلمان (198ـ 253هـ/ 814 ـ 868م) مع الرشيد بعلاقات المودة
والصداقة، وتبادل الهدايا والسفارات. ومن المعروف أن الرشيد قاد الحملات ضد
البيزنطيين بنفسه، ففي سنة (181هـ/797م) خرج على رأس جيش كثيف إلى آسيا الصغرى
وأجتاز منطقة الثغور، واقتحم المواقع البيزنطية في آسيا الصغر، وافتتح حصن
الصفصاف، كما غزا قائده عبد الملك بن صالح*
بلاد البيزنطيين في نفس السنة، فبلغ أنقره (1) فاضطرت الإمبراطورة إيرين* إلى شراء سلم مهين لبيزنطة من العباسيين،
ثم قامت في بيزنطة حركة انقلابية ضد إيرين في (187هـ /802م) أطاحت بحكمها، وخلقها
الإمبراطور نقفور الأول (187ـ195هـ/ 802ـ811م) الذي نقض الهدنة، وامتنع عن دفع
الجزية، ويروي ابن الأثير هاذ الخبر بقوله: "وكان بملك الروم حينئذ أمرأة
أسمها ريني فخلعتها الروم وملكت نقفور، وتزعم الروم أنه من أولاد جفنة بن غسان،
وكان قبل أن يملك يلي ديوان الخراج، وماتت ريني بعد خمسة أشهر من خلعها. (2)
كانت
الدولة البيزنطية عند ظهور الإسلام أحدى الدولتين القويتين في الشرق الأوسط، ويمتد
حكمها إلى كافة الأقاليم الواقعة في الأطراف الشرقية والجنوبية والغربية وبعض
الشمالية من البحر المتوسط. وكانت لها علاقة تجارية متينة مع الحجاز. (3)
وبعد
أن أتم الرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة وضمها إلى حظيره الإسلام، وجه عددا من
الحملات العسكرية إلى أطراف بلاد الشام التي كانت تحت الحكم البيزنطي، ولما توفي
الرسول صلى الله عليه وسلم وقمعت حركات المرتدين توجهت معظم الجيوش الإسلامية إلى
الشمال فقاتلت الروم واحرزت انتصارات متتابعة، وضمت إلى الدولة الإسلامية بلاد
الشام، ثم كافة الأقاليم الواقعة في شمالي أفريقية وعبرت إلى الأندلس فضمتها إلى
دولة الإسلام. (1)
غير
أن الدولة البيزنطية " وهي تسمى في الكتب العربية دول الروم" ظلت محتفظة
بسيادتها على آسيا الصغرى، تحميها من الجنوب جبال طوروس*. كما كان لها أسطول قوي في البحر المتوسط
يهدد الأقاليم الإسلامية الممتدة على شواطئه. وبذلك كانت هذه الدولة مصدر خطر يهدد
الدولة الإسلامية، خاصة بعد أن انتقال مركز الخلافة إلى بلاد الشام فأصبح قريباً
من حدود البيزنطيين.(2)
العلاقة مع الفرنجة:
ومما
زاد في شهرة الرشيد علاقته بالدول الغربية، وتوارد الوفود عليه وإرسالها. فقد
تحالف مثلا مع شارلمان إمبراطور فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسفرت بينهما سفارات
طويلة الأمد مرتين : الأولى استغرقت ما بين عام (181ـ 184هـ/ 798ـ801م) وكان
السفارة في المرة الأولى مؤلفة من سفيرين أفرنجيين ومعها مترجم يهودي يعرف العربية
يقال له اسحق.. وكان السفارة تتضمن أشياء ثلاثة.(3)
وفي
المجلس العام للشعب، جعل الفرنجة شارلمان وكارلومان ملكين ، شريطة أن يقتسما
المملكة كلها بالتساوي بينهما، بحيث يحكم شارلمان القسم الذي كان يخص والدهما بيبن(
القصير)، في حسن يستقل كارلومان بالقسم الذي كان يحكمه عمهما كارلومان ، واتجه كل
منهما إلى المنطقة التي حددت له من المملكة وفقا لهذه الاتفاقية. * ولكن التفاهم بينهما كانت تعتريه صعوبات
بالغة، لأن عدداً من أنصار كارلومان كانوا يحاولون ، دائماً ، تعكير الود القائم
بينهما، حتى إن بعضاً من هؤلاء تآمر لتوريط أحدهما في الحرب ضد الآخر.(4)
أن
يعهد الرشيد إلى شارلمان بالقيام بمصالح العباسيين فيما يفتحه شارلمان من بلاد
الأندلس*. وأن يثير شارلمان الحزب القائم بالدعوة
العباسية في الأندلس وذلك اشتراك الطرفين في عداء الأندلس. الرشيد لخروج بني أمية
عليه وشارلمان لأن الأندلس اقتطعها المسلمون من دولته. ذلك أن السفاح لما شدد
النكير على الأمويين وقتلهم فر عبد الرحمن الملقب فيما بعد بالداخل هائما على وجهه
هو وأخوه واختفى في بعض البلاد. فلما أحسن عبد الرحمن وأخوه بالعباسيين يقدمون فراراً
وعبروا النهر. فوعدهما العباسيون بالنجاة وصدق أخوه. ورجع فذبح. (1)
وأخيراً
استولى على قرطبة* ، ثم بقية الأندلس. ونشر
الأمن في أرجائها, وغاظ ذلك المنصور، ثم الرشيد من بعده.. إذا كانت الأندلس قد
خرجت من أيد العباسيين وفي سنة(160هـ/777م) ائتمر زعماء العرب في الشمال الشرقي من
الأندلس وألفوا كتلة قوية وانتقضوا على عبد الرحمن وتعاقدوا مع شارلمان الذي كان مهادنا للرشيد ومناصراً له فرحب الرشيد
بهذه الفكرة. (2)
ولكن
زحف شارلمان سنة (161هـ/ 778م) باء بالفشل عندما أغلقت مدينة سراقوطسة* في وجه. وهجم على جيشه سكان الجبال. حتى
فقد كثير من أتباعه ومتاعه. واستعان عبد الرحمن على الانتصار على شارلمان بجيش
منظم أحسن تنظيم ومدرب أحسن تدريب. وكان يبلغ نحو أربعين ألف مقاتل من البرابرة
الذين استجلبهم من أفريقيا. فلما خذل شارلمان يئس الرشيد منه ومن الاستيلاء على
الأندلس. (3)
وكان الرشيد كأبيه وجده شديد العداوة للأمويين ومنهم بنو أمية في الأندلس، وشارلمان لحبه في الفتح وأمنيته في رد الأندلس إلى مملكته بعد أن اغتصبت من المملكة المسيحية. والأمر الثاني أن يسهل الرشيد لزوار بيت المقدس من المسيحيين الكاثوليكيين ويعفيهم من القيود والتكاليف التي وضعها الرشيد إذاك على أهل الذمة. (4)
ولاية العهد والأوضاع العلمية والاجتماعية فى عهد هارون الرشيد
ومن
أهم الأحداث التي ظهرت بعد تولي الرشيد الخلافة بمدة لا تزيد عن خمس سنوات ولاية
العهد، وقد نزل الرشيد على رغبة زوجته زبيدة يساندها الفضل بن يحيى البرمكي، وبعض
أمراء بني العباس، فجعل ولاية العهد لولده محمد، وكان أصغر من أخيه عبد الله ، ولم
يكن الرشيد يرغب بتوليته حتى لا يقع الصراع بين الأخوين. (1)
والمحاورة التالية بين زبيدة
والرشيد توضح ذلك:
دخلت
زبيدة على الرشيد لما سمعت أن الرشيد يريد البيعة لابنه عبد الله وأخذت تعاتبه،
فقال الرشيد: ويحك إنما هي أمة محمد، ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقاً بعنقي،
وقد عرفت ما بين ابني وابنك، ليس ابنك يا زبيدة أهلا للخلافة، ولا يصلح للرعاية،
قالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد، ليس بكبير سفيه، ولا صغير فيه،
أسخى. من ابنك نفساً ، وأشجع قلباً، فقال هارون: ويحك إن ابنك لأحب أنها الخلافة
لا تصلح إلا لمن كان لها أهلا، وبها مستحقاً، ونحن مسؤولون عن هذا الخلق، ومأخوذون
بهذا الأنام ، فما أغناناً أن نلقي الله بوزرهم ، وننقلب إليه بإثمهم، فاقعدي حتى
أعرض عليك ما بين أبني وابنك. (2)
فقعدت معه على الفراش، ثم دعا ابنه عبد الله
المأمون، فلما صار بباب المجلس سلم على أبيه بالخلافة، ووقف طويلا وقد طأطأ برأسه،
وأغضى ببصره، ينتظر الإذن حتى كادت قدماء ترم، ثم أذن له بالجلوس فجلس ، فاستأذن
بالكلام، فأذن له فتكلم ، فحمد الله على ما من به من رؤية أبيه، ويرغب إليه في
تعجيل الفرج مما به، ثم استأذنه في الدنو من أبيه، فدنا منه، وجعل يلثم أسافل
قدميه، ويقبل باطن راحتيه، ثم انثنى ساعيا إلى زبيدة، فأقبل على تقبيل رأسها، ثم
انثنى إلى قدميها، ثم رجع إلى مجلسه، فحمد الله إليها فيما من به عليها من رضي
أبيه عنها، وحسن رأيه فيها، ويسأله تعالى العون لها على بره، وأداء المفروض عليها
من حقه، ويرغب أن يوزعها شكره وحمده. فقال الرشيد: يا بني أني أريد أن أعهد إليك
عهد الإمامة، وأقعدك مقعد الخلافة، فأني قد رأيتك لها أهلا، وبها حقيقاً. (3)
فاستعبر عبد الله المأمون باكيا،
وصاح منتحباً يسأل الله العافية من ذلك، ويرغب إليه أن لا يريه فقد أبيه ، فقال
له: يا بني إني أراني لما بي، وأنت أحق، وسلم الأمر لله، وأرض به، واسأله العون
عليه، فلا بد من عهدي يكون في يومي هذا ، فقال عبد الله المأمون: يا أبتاه أخي أحق
مني، وابن سيدتي، ولا إخال إلا أنه أقوى على هذا الأمر مني، وأشد استطلاعاً، عرض
الله لك ما فيه الرشاد والخلاص، وللعباد الخير والصلاح، ثم أذن له فقام خارجاً. (1)
ثم
دعا هارون بابنه محمد الأمين، فأقبل يجر ذيله، ويتبختر في مشيته، فمشى داخلاً
بنعله قد أنسي السلام، وذهل عن الكلام نخوة وتجبراً وتعظماً وإعجاباً، فمشي حتى
صار مستويا مع أبيه على الفراش، فقال هارون: ما تقول أي بني، فإني أريد أن أعهد
إليك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ومن أحق بذلك مني، وأنا أسن ولدك، وابن قرة عينك،
فقال هارون أخرج يا بني. ثم قال لزبيد: كيف رايت ما بين أبني وابنك؟ فقالت: يا
أمير المؤمنين ، ابني أحق بما تريد، وأولى بما لديك، فقال هارون: فإذا أقررت
بالحق، وأنصفت ما رأيت، فأنا أعهد إلى ابني ثم إلى ابنك بعد. (2)
الأوضاع العلمية والاجتماعية
أوجدت العوامل التي ذكرناها في هذا
البحث نشاطاً عقلياً غريباً وتناحراً بين الأديان المختلفة يشبه التناحر على
العصبيات المختلفة وأخذ العلماء يشرحون أنواع الأدب، ويرون أن الأدب والنقد نتيجة
لبيئات مختلفة.. فصبها العلماء في العراق كلها صبا واحداً،فمثلاً كان أدب الحجاز
غير أدب الشام غير أدب بغداد. (3)
كان أدب الحجاز بحكم تنحية
الحجازيين عن السياسة في أيام العهد الأموي وبحكم كثرة الغنائم وكثرة الفراغ
مجالاً للترف والنعيم، ولذلك كان رافع لواء ذلك الأدب عمر بن أبي ربيعة، وغزله ،
ثم ما تبعه من مدرسته تعمل عمله وتنقده وكان أدب الشام متأثراً ببيئته ، إذ كانت
دمشق عاصمة الخلفاء يأتيها الناس من كل فج عميق للمديح ، وفيها التناصر السياسي.
لهذا كان أغلب الشعر فيها مديحاً وسياسة. وكان العراق على حدود البادية، فكان
الشعر فيها امتداداً للشعر الجاهلي، وأنشأوا فيها المربد، يتسابقون فيه إلى الشعر
كعكاظ ويتحلقون حول جرير والفرزدق، فكان أدبهم من جنس الأدب الجاهلي هجاءاً وفخراً
واعتداداً بالعصيان ونحو ذلك، فلما تحولت الحاضرة من دمشق إلى بغداد في العهد
العباسي تغير الأدب. فأخذ الأدباء العباسيون يقفون في بغداد موقف الأمويين من دمشق
والعكس ولك الأدب الذي نتج من هذه البيئات صب جميعه في العراق بفضل ما جمعه
العلماء، فكان كل ذلك أدبا عربياً يتولاه النقد. (4)
وسموا أحد شعرائهم شاعر المؤمنين،
وشعراء الخليفة العباسي شعراء الكافرين.. فشعراء الخوارج يزنون الشعر بميزان الدين
والأخلاق ، بينما ينزله شعراء الخلفاء والأمراء بالميزان الفني البحت ويجعلون
أمامهم الشعر الجاهلي والنزاعات الداخلية. (1)
النظام الاجتماعي في عهده:
إن
الدارس للحياة الاجتماعية في العصر العباسي عامة، وفي خلافة الرشيد خاصة يجده
حافلة بالمناسبات الاجتماعية العامة والخاصة، فكانت هذه الفترة من أفضل الفترات
التي مرت على المسلمين، فقد وصلت الخلافة حينئذ إلى أعلى درجاتها علماً وأدباً
وقوة. وكان لهذه الأحداث والمناسبات صدى كبير في الأدب العباسي، حيث سجل مثل هذه
الأحداث المناسبات، وخاصة في المجالس الشعرية؛ حيث لم يترك منها صغيرة ولا كبيرة
إلا أحصاها. (2)
ومن
هنا كان الشعراء ينتهزون مثل هذه الفرص ليسجلوها بأدق حذافيرها مبرزين فيها صورة
الحاكم وأسرته ودورهما العظيم في تنمية الشعر وتمحيصه، وتجويده، دون أن يخلو ذلك
من الصنعة والتكلف أحياناً، ليظفروا من ورائه بالأعطيات والمكافآت الجزيلة.(3)
ثم
كانت الحياة الاجتماعية في العصر العباسي حياة جديدة تخالف الحياة في الحجاز
والشام والعراق قبل العباسيين، وكان لابد من زعماء جدد يشعرون بمواجهة الحياة
الاجتماعية الجديدة. وهذا ما قام به بشار بن برد وأبو نواس وأمثالهم، وكما تأثروا
بالحياة الاجتماعية تأثروا أيضاً بالثقافات المختلفة التي فشت في عصرهم، فرأينا
شعراً عن الأديرة، وشعرا عن عيد النيروز، وشعراً عن يوم الشعانين، وشعراً عن
الازهار الجديدة وغير ذلك. ولما ألبست زبيدة بعض الفتيات لبس الشبان ، أنشد أبو
نواس شعر الغزل في المذكر استجابة لهذه الدعوة.(4)
لقد
كان للأنشطة الاجتماعية نصيب كبير من ثروة سيدة بغداد الأولى، ففي مجال الرعاية
الاجتماعية انتفع بها عامة الناس خير انتفاع، فقد أقامت ملاجئ للغرباء وتكايا
للفقراء وحمامات مجانية وأروقة وميضات على باب أجياد الكبير ومساجد؛ منه: مسجد
زبيدة في بغداد ومسجد بذي طوي عند ثنية المدنيين المشرفة على مقبرة مكة. (5)
ودور
للسبيل بمكة والثغر الشامي وطرسوس، حتى قال بعضهم: ولها من الصدقات والأوقاف ووجوه
القربات الشيء الكثير. (1)
ولم تقتصر عنايتها في هذا الجانب على المسلمين، بل شملت رعايتها النصارى في العراق؛ منطلقة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر برعاية حقوق غير المسلمين؛ فقد تفقدت أحوالهم، وكانت تعاملهم بكثير من الرفق، وتستعين بهم، وقد حصلت على إذن رسمي من الخليفة هارون الرشيد لإعادة بناء ما تهدم من كنائس البصرة. كما كانت تكرم طيماثاوس الجاثليق النسطوري الذي انتخب جاثليقا في بغداد في عهد الخليفة المهدي في مايو سنة(163هـ/ 780م)، وظل مقربا للبلاط العباسي في زمن الخيلفة هارون الرشيد. (2)
وفاة هارون الرشيد:
وفجأة
أحس الرشيد مرضا.. فبال في قارورة ودس قارورته في قوارير المرضى بعد أن أعلمها. ثم
عرضت القوارير على الطبيب، وكان فحص البول معروفاً في عصر الرشيد. فلما نظر الطبيب
إلى قارورة الرشيد قال: "عرفوا صاحب هذا الماء أنه هالك.. فليوص ، فإنه لا
برء له من هذه العلة.. فبكى الرشيد وجعل يردد هذين البيتين:
أن الطبيب بطبه ودوائه |
|
لا يستطيع دفاع محذور أتى |
وأشتد
ضعفه وأرجف الناس بموته.. فدعا بحمار ليركبه، فهدلت فخذاه. فلم يثبت على السرج،
فقال: "أنزلوني، صدق المرجفون" . وأثرت في نفسه هذه النبوءة حتى كان
يحلم بها. (1)
يحدثنا
جبريل بن يختيشوع*. فيقول
: "كنت مع الرشيد في قصره في الرقة، وكنت أول من يدخل عليه في كل غداة ويتعرف
حاله.. فإن كان أنكر شيئاً وصفه ثم يتبسط فيحدثني بحديث جواريه، وما عمله في
مجلسه. ومقدار شربه وساعات جلوسه، ثم يسألني عن أخبار العامة وأحوالهم.. فدخلت
عليه في هذا اليوم فلم يكد يرفع طرفه، ورأيته مفكراً مهموماً ، فوقفت بين يديه
ملياً، فلما طال ذلك أقدمت عليه. فقلت: " يا سيدي .. جعلني الله فداك، ما
حالك هكذا. أعلة فأخبرني بها" فلعله يكون عندي دواؤها. أو حادثة في بعض من
تحب ، فذلك ما لا يدفع ولا حيله فيه ألا التسليم، والغم لأدرك فيه. أو فتق ورد
عليك في ملكك. فلم تخل الملوك من ذلك. وأنا أولى من أفضيت إليه بهذا الخبر". (2)
وقد
أمر بحفر قبره قبل موته في الدار التي كان فيها، وهي دار حميد بن أبي غانم الطائي،
فجعل ينظر إلى قبره وهو يقول: يا ابن آدم تصير إلى هذا، ثم أمر بأن يقرأوا القرآن
في قبره، فقرأوه حتى ختموه، وهو في محفة على شفير القبر. ولما حضرته الوفاة اختبى
بملاءة، وجلس يقاسي سكرات الموت، فقال له بعض من حضر: لو اضطجعت كان أهون عليك.
فضحك ضحكاً صحيحاً ثم قال: أما سمعت قول الشاعر:
وإني من قوْمٍ كرام يزيدهم |
|
شماساً وصبراً شدة الحدثان |
ومما
قاله عندما حضره الموت: "اللهم انفعنا بالإحسان، وأغفر لنا الإساءة، يا من لا
يموت، ارحم من يموت". (1)
وتوفى
الرشيد وهو غاز بخراسان ، فدفن بطوس في 3 جمادي الآخرة سنة (193هـ/808م)، وكان قد
بايع بولاية العهد لأولاده الثلاثة: الأمين سنة 175هـ، ثم المأمون سنة 182هـ، ثم
المؤتمن سنة (186هـ/791م)، وقسم دولته بينهم ، فعهد بالقسم الشرقي إلى المأمون،
وبالجزيرة والعواصم إلى المؤتمن، أما الأمين فتولى الشام والعراق إلى آخر المغرب. (2)
ومات
الرشيد في مدينة طوس سنة(193هـ/808م) وهو متوجه لإخماد الثورة التي قام بها حفيد
نصر بن سيار في المشرق. وترك الخلافة حل نزاع بين ابنيه الأمين والمأمون، وقد اشرك
الرشيد أبنيه معه في الحكم وقد بدأ الرشيد بأن عهد إلى ابنه محمد بن زبيدة ولقبه
بالأمين وكان طفلاً صغيراً بلغ من العمر حوالي خمس سنوات. ثم شعر بالغبن بالنسبة
لأبنه عبد الله وكان من أم ولد خرسانية، فعهد له سنة (182هـ/789م) بولاية العهد
بعد الأمين واشركه في الحكم وفولاه مشرق الدولة ـ أي خراسان وما يتصل بها إلى
همدان ولقبه المأمون وعهد بتدبير شئونه إلى جعفر بن يحيى بن خالد* ولم يكتف الرشيد بهذا بل بايع لابنه
الثالث وهو القاسم بولاية العهد بعد المأمون ولقبه بل بايع لابنه الثالث وهو
القاسم بولاية العهد بعد المأمون ولقبه بالؤتمن ولكنه جعل للمأمون حرية التصرف في
تثبيته أو خلعه. وكان للابن الثالث ولايته هو الآخر في الجزيرة والثغور والعواصم. (3)
وفي سنة (186هـ/802م) عندما سار الرشيد إلى مكة لأداء فريضة الحج اصطحب معه أبناءه، وفي مكة دعا الفقهاء والقضاء وكبار رجال الدولة وكتب كتاباً أشهد فيه على الأمين بالوفاء للمأمون كما كتب كتاباً آخر أشهد فيه على المأمون الوفاء للأمين وعلق الكتابين في الكعبة ولكن عندما توفي الرشيد في سنة (193هـ/808م) قرب طوس آل عساكره جميعاً إلى المأمون الذي كان مصاحباً له. (4)
الخاتمة
يتبين لنا في الختام أن هارون
الرشيد ظلم كما يرى الباحثة ، وكما يقول العقاد ، فإن آفة الشهرة تخلق السيئات كما
تخلق الحسنات ، وتبالغ في السيئة الصحيحة كما تبالغ في الحسنة الصحيحة ما ورد في
قصته مع البرامكة تشير إلى أنه أعطاهم ثقة غالية إلا أنهم خانوا هذه الثقة وحاولوا
نقل الملك عن العباسيين وممالأة العلويين عليهم ، بل هناك من أتهمهم بنقل الخلافة
عن العرب إلى الفرس كما سلك البعض في معتقداتهم
أما اتهام الرشيد بشرب الخمر فما
ورد في آراء ابن خلدون كافياً على الرد على هذه الفرية ، كما أن المعاصرين لهارون
الرشيد من الفقهاء لم يذكروا له ذلك مما ينفي هذه التهمة الشنيعة أما قصصه مع أبي
نواس فهي مجرد تلفيق ، وقد قصد الكتاب والأدباء أن يحلوا بها كتبهم وتعين القصاص
في إمتاع الناس بطرائفهم ، فسارت القصص مع الركبان أما الروايات الكنسية الأوربية
فقد أشرنا إليها وأوضحنا أنها روايات مختلقة قصد بها شارلمان أن يرفع من قدره
ويكسب شهرة بين رعاياه فهارون الرشيد ابن بيئته ، ومعاصروه هم شهود على سيرته ،
فإن كان رجل خير ، اعترفوا له بذلك ، وإن كان فيه قدح ذكروه ، وعلينا ألا نقبل في
حالة الذم شهادة رجل إلا إذا كان عدلاً ونحن لا نزكي على الله أحداً ، والمصادر
التاريخية الموثقة تكاد تجمع على صلاح الرجل وعلى ما قام به من دور مقدر في سبيل
خدمة الإسلام والحضارة الإسلامية ، فقد بلغت الدولة العباسية شأواً بعيداً في
القوة والسؤدد وكانت تعيش عصرها الذهبي، وكانت الحرمات مرعية ، والثغور محصنة ،
وكانت الدولة مهابة الجانب ، وكل ما قيل في حق هارون الرشيد افتراء عليه ، وقد
ظُلم الرجل وكثر أعداؤه ، فعبثوا بسيرته وشوهوها أيما تشويه ، أما اتهام الرشيد
بشرب الخمر فما ورد في آراء ابن خلدون كافياً على الرد على هذه الفرية ، كما أن
المعاصرين لهارون الرشيد من الفقهاء لم يذكروا له ذلك مما ينفي هذه التهمة الشنيعة
. أما قصصه مع أبي نواس فهي مجرد تلفيق ، وقد قصد الكتاب والأدباء أن يحلوا بها
كتبهم وتعين القصاص في إمتاع الناس بطرائفهم ، فسارت القصص مع الركبان .
فهارون الرشيد
ابن بيئته ، ومعاصروه هم شهود على سيرته ، فإن كان رجل خير ، اعترفوا له بذلك ،
وإن كان فيه قدح ذكروه ، وعلينا ألا نقبل في حالة الذم شهادة رجل إلا إذا كان
عدلاً ونحن لا نزكي على الله أحداً ، والمصادر التاريخية الموثقة تكاد تجمع على
صلاح الرجل وعلى ما قام به من دور مقدر في سبيل خدمة الإسلام والحضارة الإسلامية ،
فقد بلغت الدولة العباسية شأواً بعيداً في القوة والسؤدد وكانت تعيش عصرها الذهبي،
وكانت الحرمات مرعية ، والثغور محصنة ، وكانت الدولة مهابة الجانب ، وكل ما قيل في
حق هارون الرشيد افتراء عليه ، وقد ظُلم الرجل وكثر أعداؤه ، فعبثوا بسيرته
وشوهوها أيما تشويه ، ونحن مطالبون بالدفاع عنه خدمة للحقيقة التاريخية والله من
وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المصادر والمراجع
أولاً: المصادر
1.
أبو الحسن
علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ابن الأثير : الكامل في التاريخ،
ج5، دار النهضة العربية، بيروت 1997م.
2.
أبي الفداء
إسماعيل القرشي الدمشقي ابن كثير: البداية والنهاية، عبد الرحمن اللادقي، ومحمد
غازي بيضون، الجزء التاسع، دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، بيروت 1417هـ/ 1997م.
3.
أبي الفداء
إسماعيل القرشي الدمشقي ابن كثير:البداية والنهاية، تحقيق/ عبد الله بن عبد المحسن
التركي، ، الجزء الثالث عشر، الطبعة الأولى، هجر للطباعة والنشر والتوزيع
والإعلان، القاهرة 1419هـ/ 1998م.
4.
أبي الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي: تحقيق محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد
القادر عطا، المنتظم في تاريخ الملوك والامم ، الجزء الثامن، دار الكتب العلمية،
بيروت.
5.
محمد بن
علي بن محمد المعروف بابن العمراني ابن العمراني : الأبناء في تاريخ الخلفاء ، تحقيق قاسم
السامرائي، دار العلوم للطباعة النشر، الرياض 1402هـم 1982م.
6.
أبي جعفر
محمد بن جرير الطبري: تاريخ الطبري تاريخ الامم والملوك، المجلد الرابع ، منشورات
، محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الاولى 1422هـ/ 2001م.
7.
أبي جعفر
محمد بن جرير الطبري: تاريخ الطبري تاريخ الامم والملوك، المجلد الخامس ، منشورات
، محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الاولى 1407هـ.
8.
جلال الدين
السيوطي السيوطي: تاريخ الخلفاء ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
9.
الشيخ محمد
الخضري: محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية الدولة العباسية ، دار المعرفة ، الطبعة
الثانية 1417هـ/ 1996م.
10. خير الدين الزركلي: الإعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من
العرب والمتعربين والمتشرقين، الجزء الرابع، الطبعة الخامسة عشر، دار العلم للملايين، بيروت 2002م.
11. أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة الأزرقي:
أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار، دار الأندلس للنشر ، ج1، 2.
12.
شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي:(ت629هـ)معجم
البلدان ، دار إحياء التراث، ج3 ، بيروت ، 1979م.
ثانياً: المراجع
1.
أحمد
القطان، محمد طاهر الزين: هارون الرشيد الخليفة المظلوم، دار الإيمان للطبع والنشر
والتوزيع ، إسكندرية 2001م.
2.
أحمد أمين
بك: هارون الرشيد ، دار الهلال بمصر .
3.
أحمد بن يوسف القرماني: أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ، الطبعة
الأولى ، عالم الكتب ، بيروت 1992م.
4.
أحمد فريد رفاعي: عصر المأمون ، ج1 ، الطبعة الثانية، الهيئة المصرية
العامة للكتاب، القاهرة 1997م.
5.
خالد عزام: موسوعة التاريخ
الإسلامي العصر العباسي (132هـ/656) دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان الاردن 2003م.
6.
سعدي ضناوي:
موسوعة هارون الرشيد، المجلد الاول، دار صادر، الطبعة الأولى، بيروت 2001م/
1421هـ.
7.
(السيد عبد
العزيز سالم): دراسات في تاريخ العربي العصر العباسي الأول، مؤسسة شباب الجامعة
للنشر، الإسكندرية 1401هـ
8.
شاكر مصطفى:
دولة بني العباس، الجزء الاول ن وكالة المطبوعات للنشر، الطبعة الاولى ، الكويت
1973م.
9.
شوقي أبو
خليل: هارون الرشيد أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا، دار الفكر المعاصر ، دمشق
1996م.
10. عادل زيتون: سيرة شارلمان ، الطبعة الأولى، دار حسان للطباعة والنشر،
دمشق 1410هـ/1989م.
11. عبد الله أحمد الذنبيات: المجالس الشعرية والنقدية في مجالس الخليفة
هارون الرشيد، رسالة ماجستير، جامعة مؤتة ، الأردن 2007م،
12. فاروق عمر فوزي: الخلافة العباسية عصر القوة والإزدهار، الجزء الأول،
دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2003م.
13. فاروق عمر فوزي: تاريخ العراق في عصور الخلافة العربية الإسلامية ،
مكتبة النهضة بغداد، الطبعة الأولى 1988م.
14.
محمد سهيل طقوش: تاريخ الدولة العباسية، الطبعة الثالثة، دار النفائس
للطباعة والنشر.
15. منصور عبد الحكيم: هارون
الرشيد الخليفة المفتري عليه، دار الكتاب العربي ، القاهرة 2010م.
16. نبيلة حسن محمد: تاريخ
الدولة العباسية، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية 2000م.
(1) ب.م ، العراق في التاريخ ، دار الحرية للطباعة ، بغداد
1403هـ/1983م، ص397.
*
هو إبراهيم بن ميسون وأمه من بنات الدهاقين. واحد من أشهر المغنين في العصر العباسي. فارسي الأصل ولد بالكوفة سنة 125 هـ، 742 م. توفي أبوه وعمره ثلاث سنين، ولقب
الموصلي لإقامتة في الموصل تربى عند بني تميم والتحق بالكتاب فلم يتعلم شيئا بشبب
شغفه وحبه للغناء ولهذا السبب لقي محاربة من أسرته، http://ar.wikipedia.org/wiki
(2) ب.م، العراق في التاريخ ، المرجع السابق، ص398.
*
ابن السماك هو أبو العباس محمد بن صبيح المعروف بابن السماك توفى (183هـ) اشتهر
أبو العباس محمد بن صبيح العجلي ابن السماك بالزهد والورع، وفصاحة اللسان في غير
تكلف ، كما اشتهر بمحاسته للرشيد، ومناصحته له دون خوف أو رهبة، حتى كانت حاشية الخليفة تعجب من جرأة الرجل ،
ومن صبر الخليفة علية، ابن خلكان ، وفيات الأعيان،
(3) السيوطي، الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفي سنة (911هـ)،
تاريخ الخلفاء ، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان (دون تاريخ) ، ص228.
4) السيوطي، الحافظ جلال الدين السيوطني المتوفي سنة (911هـ)،
المرجع السابق ، ص228.
(5) السيوطي، المرجع السابق ، ص229.
(1) السيوطي، المرجع السابق ، ص229.
(2) سورة البقرة ، الآية 166
(3) أحمد القطان ، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد، الخليفة
المظلوم، درا الإيمان للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة 2001م، ص35.
*
أستاذ سيس كان زعيم فارسي لهرطقة وثورة ضد العرب. ادعى النبوة في الأطراف الشرقية
من خراسان. اتبعه الكثير من القرويين الذين كانوا من قبل أتباع بهآفرید الذي سحقه أبو مسلم الخراساني.
قاعدته الأولى كان في بادغيس، ثم توسع فاحتل هرات، سيستان، وتحرك صوب مرو. وتمكن من هزيمة جيش عباسي بقيادة حاكم مرو
"الأجثم"، إلا أنه سرعان ما انهزم في معركة دموية أمام جيش عباسي
بقيادة المهدي بن الخليفة المنصور، والذي أصبح لاحقاً خليفة هو نفسه. ويضع الباحثون عدد
القتلى في تلك المعركة من أتباع أستاذ سيس بنحو 70,000 بالاضافة إلى 14,000 أسير. http://www.marefa.org/index.php
(4) أحمد القطان، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد "
الخليفة المظلوم" ، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة 2001م، ص35
(5) أحمد القطان ، المرجع السابق ، ص36.
*
سبق تم تعريفه من خير الدين
الزركلي ، المرجع السابق.
*
هو عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن
دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، http://ar.wikipedia.org/wiki
(2) أحمد القطان ، المرجع السابق ، ص38.
*
البانوقة: أحدى بنات المهدي، أحمد القطان، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد " الخليفة
المظلوم" ، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة 2001م، ص37.
*
ابن يونس ، الأمير الكبير ، حاجب الرشيد وكان أبوه حاجب المنصور. وكان من رجال
العالم حشمة وسؤددا وحزما ورأيا، قام بخلافة الأمين ، وساق إليه
خزائن الرشيد ، وسلم إليه البرد والقضيب والخاتم ، جاءه بذلك
من طوس ، وصار هو الكل لاشتغال الأمين باللعب ، فلما أدبرت
دولة الأمين ، اختفى الفضل مدة طويلة ، ثم ظهر إذ
بويع إبراهيم بن المهدي ، فساس نفسه ، ولم يقم معه ، ولذلك عفا
عنهالمأمون، سير أعلام النبلاء ، http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1683&idto=1683&bk_no=60&ID=1567
(2) أحمد القطان ، المرجع السابق ، ص38
*
بغداد عاصمة جمهورية العراق، ومركز محافظة بغداد. بلغ عدد سكانها حوالي 7.6 مليون نسمة في عام 2013، ما
يجعلها أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة. وتُعتبر المدينة المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي
في الدولة. http://ar.wikipedia.org/wiki
(1) أحمد أمين بك ، هارون الرشيد، دار الهلال(ب ـ ت)، ص21.
(2) القطان، " الخليفة المظلوم" ،المرجع السابق ،
ص44
(3) أحمد القطان ، المرجع الساب ق، ص42
(4) فاروق عمر فوزي، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار ،
ج1، الطبعة الأولى الإصدار الثاني، دار الشروق للنشر والتوزيع، رام الله ، فلسطين،
2003م، ص216.
(1) فاروق عمر فوزي ، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار،
المرجع السابق، ص216.
(2) فاروق عمر فوزي، المرجع السابق، ص216.
(1) ب.م ، العراق في التاريخ ، دار الحرية للطباعة ، بغداد
1403هـ/1983م، ص400.
*
هو الوليد بن طريف بن الصلت بن طارق بن سيحان بن عمرو ( بن فدوكس ابن عمرو ) بن
مالك الشيباني ـ هكذا ذكره أبو سعيد السعماني في كتاب (( الأنساب )) في موضعين
أحدهما في ترجمة
الأراقم , و الاخرفي ترجمة السيحاني , بكسرالسين المهملة ـ الشاري , أحد الشجعان
الطغاة الأبطال ; كان رأس الخوارج وكان مقيما بنصيبين و الحابور و تلك النواحي , وخرج في خلافة هارون الرشيد و بغى , و حشد جموعا كثيرة فأرسل إليه هارون الرشيد
جيشا كثيفا مقدمه أبو خالد يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني فجعل يخاتله و يماكره ،
وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد فأغرو به الرشيد و قالوا : إنه يراعيه لأجل
الرحم ، و إلا فشوكة الوليد يسيرة ، وهو يواعده و ينتظر ما يكون من أمره ، فوجه
إليه الرشيد كتاب مغضب و قال : لو وجهت أحد الخدم لقام بأكثر مم تقوم به
ولكنك مداهن متعصب و أمير المؤمنين يقسم بالله لئن أخرت مناجزة الوليد ليبعثن إليك
من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين ، فلقي الوليد فظهر عليه فقتله ، وذلك في سنة 179
هــ عشية أول خميس في شهر رمضان ، و هي واقعة مشهورة تضمنتها التواريخ http://ar.wikipedia.org/wiki.
*
في حاشية الأصل: (بخط الوزير، قال عيسى النسابة: هو خراشة الشيباني الشاري) .خراشة
الشيباني: خرج محكّما، فقتله مسلم بن بكار العقيلي في سنة 180 هـ (الوافي
بالوفيات- الصفدي 13/301، والخبر في الطبري 8/266) shamela.ws/browse.php/book-9096/page-157
(2) فاروق عمر فوزي ، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار،
ج1 ، الطبعة الأولى الإصدار الثاني، دار الشروق للنشر والتوزيع، رام الله، فلسطين،
2003م، ص204.
(3) سجستان: بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة وتاء مثناة من
فوق وآخره نون، وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة ذهب بعضهم إلى أن سجستان اسم للناحية
وأن اسم مدينتهها زرنج وبينهها وبين هراة عشرة أيام ثمانون فرسخاً وهي جنوبي هراة
وأرضها كلها رملة سبخة والرياح فيها لا تسكن أبداً ولا تزال شديدة تدير رحيهم
وطحنهم كله على تلك الرحي، وطول سجستان أربع وستون درجة وربع وعرضها اثنتان وثلاثون
درجة وسدس وهي من الإقليم الثالث، وقال حمزة: في اشتقاقها واشتقاق أصبهان أن أسباه
وسك، اسم للجند وللكلب مشترك واحد منهما اسم للشيئين فسميت أصبهان والأصل أسباهان
وسجستان والأصل سكان وسكستان لأنهما كانتا بلدتي الجند وقد ذكرت في أصبهان بأبسط
من هذا، قال الأصطخري: أرض سجستان سبخة ورمال حرة بها نخيل ولا يقع بها الثلج وهي
أرض سهلة لا يرى فيها جبل وأقرب جبالها منها من ناحية فرة وتشتد رياحهم وتدوم على
أنهم قد نصبوا عليها أرحية تدور بها وتنقل رمالهم من مكان إلى مكان ولولا أنهم
يحتالون فيها لطمست على المدن والقرى وبلغني أنهم إذا أحبوا نقل الرمل مثل الحائط
من حطب وشوك وغيرهما بقد رم ا يعلو على ذلك الرمل وفتحوا إلى أسفله بابا فتدخله
الريح فتطير الرمال إلى أعلاه مثل الزوبعة فيقع على مد البصر حيث لا يضرهم. ،
ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله ، معجم البلدان ، ج5 ، دار الفكر ، بيروت.
*
الطاهريون سلالة عربية من قبيلة خزاعة تولت سنة 205 هـ قام الخليفة العباسي المأمون بتعيين قائده طاهر بن الحسين الفارسية (205-208هـ) واليا على خراسان. كان المأمون قد فضله على أخيه (سنة 195هـ) وأخذ له البيعة
بولاية العهد قبل ذلك. مع توليه استقل الطاهر بأمر الحكم مع بقائه اسميا تحت سلطة
العباسيين. كان أبناؤه لا يزلوا في خدمة الخلافة في بغداد. أصبحت الدولة الطاهرية أكثر استقلالية مع تولى أبناء
الطاهر، طلحة (208-213 م) ثم عبد الله (213-230هـ) جعل هؤلاء من نيسابور مركزا للثقافة والآداب والعلوم العربية. وقادوا لصالح
الخليفة العباسي حملات عسكرية في مصر (الاستيلاء على الإسكندرية:212هـ). منذ 253هـ أخذ
الطاهريون يفقدون السيطرة على مناطقهم لصالح الصفاريين. والذين استطاعوا أخيرا سنة 259هـ أن ينهوا حكمهم. http://ar.wikipedia.org/wiki
(3) فاروق عمر فوزي، المرجع السابق ، ص205.
*
أبو محمد فضل حسن عباس، أحد أبرز علماء السنة في الأردن[1] وأحد العلماء المعدودين في علوم التفسير وعلوم اللغة والبلاغة، عرفه الناس من خلال كتبه ودروسه
ومحاضراته في حلقات العلم وفي المساجد وفي المنتديات العلمية، وعرفه طلاب العلم في
رحاب المعاهد العلمية والجامعات، برز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير
والتلاوة وكان ذلك في السبعينات حين سجلت له الإذاعة الأردنية 400 حلقة إذاعية في
تلاوة وتفسير القرآن الكريمكاملاً، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد
نتاجاً كبيراً وهاماً من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم. http://ar.wikipedia.org/wiki
(1) فاروق عمر فوزي ، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار،
ج1 ، الطبعة الأولى الإصدار الثاني، دار الشروق للنشر والتوزيع، رام الله، فلسطين،
2003م، ص211.
(2) فاروق عمر
فوزي، المرجع السابق ، ص211.
* أبو خالد يزيد بن حاتم بن قبيصة ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي الطائي المهلبي، من قواد عسكر أبي
جعفر المنصور، ذو رأيٍ ومشورةٍ عنده، وأميره على مصر ثم إفريقية، وهو من أهل بيتٍ
كبيرٍ اجتمع فيه خلقٌ كثيرٌ من الأعيان الفضلاء والنجباء؛ فجَدُه المهلب بن أبي
صفرة وأخوه روح بن حاتم، وعم أبيه يزيد بن المهلب، ومن ولده الوزير أبو محمد الحسن
بن محمد المهلبي. www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func ..
(3) فاروق عمر فوزين المرجع السابق،
ص211.
* إدريس بن محمد
بن أحمد بن قدور العشاقي الحسيني الإسماعيلي أصوله إسماعيلية تنحدر من إسماعيل بن
الإمام جعفر الصادق. ولد سنة 1967 بمدينة
مولاي إدريس وهي مدينة
صغيرة من عمالة مكناس سميت بهذا
الاسم نسبة إلى ادريس بن عبد الله بن الحسن بن علي
بن أبي طالب الذي جاءها لاجئاً هارباً من مطاردة العباسيين بعد
معركة. http://ar.wikipedia.org/wiki
* أحد الأعلام المبرزين من أئمَّة الأثر هو الإمام
"أبو محمد عبدالله بن علي بن الجارود النيسابوري" الحافظ المجاور بمكة،
المتوفى بها، الذي كان له إسهام بارز ودور كبير في مجال الحديث النبوي الشريف
بتصنيفه كتاب "المنتقى"، إضافة إلى كتبه الأخرى في مجال
علوم الحديث، إلاَّ أن كثيرًا من أخباره وجهوده في خدمة هذا العلم لا تزال مجهولة،
حتى لدى كثيرٍ من الباحثين؛ نظرًا لشح المصادر التي ترجمت له، وإن هذا البحث يحاول
إبراز تلك الجهود وإظهارهhttp://www.alukah.net/culture/0/32805/#ixzz3MQ6QBBEM
*
إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي، تنتمي أسرته إلى قبيلة
تميم النجدية
التي نزلت في خراسان منذ الفتح. http://ar.wikipedia.org/wiki
*
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي (499هـ - 571
هـ) الامام
والعلامة الحافظ الكبير محدث الشام. http://ar.wikipedia.org/wiki
* أبو عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي
الحلّي . (543 هـ ـ 598
هـ) هو فقيه
ومحدث شيعي معروف باسم «ابن إدريس الحلي». من ناحية الأم
يكون جده بواسطة واحدةمحمد بن الحسن الطوسي المعروف بـ«الشيخ الطوسي، http://ar.wikipedia.org/wiki
* سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد
الملك وهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد ويزيد بن الوليد وابراهيم بن الوليد
ومروان بن محمد وأبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور, http://islamport.com/w/sys/Web/3358/523.htm
*
تميم اللخمي أبو حرب، ولقبه المبرقع من أهل الغور الفلسطيني، ويعود بأصله إلى أهل
اليمانية، عرف بتقواه، تدينه السليم، ووقوفه ضد الظلم في سنة 227 ه، قاد ثورة عارمة شملت رقعة واسعة من أرض فلسطين، كانت أسبابها
غير المباشرة تعود إلى إهمال العباسيين للمنطقة http://alqudslana.com/index.php?action=individual_details&id=285
(3) فاروق عمر فوزي، المرجع السابق، ص215.
(1) أحمد القطان، محمد طاهر الزين ، هارون الرشيد الخليفة
المظلوم، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة 2001م، ص61.
*
بلخ: مدينة مشهورة بخراسان، في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: بلخ طولها مائة
وخمس عشرة درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي في الاقليم الخامس، طالعها إحدى
وعشرون درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان،
وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الاقليم أنها في الرابع، وقال أبو عون: بلخ في
الاقليم الخامس، طولها ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون
درجة وأربعون دقيقة، وبلخ من أجل مدن خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة،
تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم، وقيل: إن أول من بناها
لهراسف الملك لما خرب صاحبه بخت نصر بيت المقدس، وقيل: بل الإسكندر بناها، وكانت
تسمى الإسكندرية قديما، بينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخا، ويقال لجيحون: نهر بلخ،
بينهما نحو عشرة فراسخ، فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل عبد الله بن عامر بن كريز
في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، ياقوت الحموي، معجم البلدان، المرجع السابق
، ص318.
(2) أحمد القطان، محمد طاهر الزين ، هارون الرشيد الخليفة
المظلوم، المرجع السابق، ص61.
*
راجع: مجلة الأكاديمية
البولونية في روما، شباط 1958م مقالة لويكي عن الأباضية في تونس.
(3) فاروق عمر فوزي ، تاريخ العراق في عصور الخلافة العربية ـ
الإسلامية ، الطبعة الأولى ، مكتبة الوطنية ببغداد، 1988م، ص104.
(1)
الشيخ محمد الخضري، محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية (الدولة العباسية)، الطبعة الثانية، دار المعارف ، بيروت
لبنان ، 1417هـ/1996م، ص107.
*
ولدت زبيدة سنة 149 في حديثة دجلة (قرية جنوبي الموصل) وتوفي أبوها جعفر الأكبر بن
المنصور سنة 152 فكفلها جدها وهو الذي سماها زبيدة لبياضها وقد تزوجت من الرشيد
سنة 156 وولدت له الأمين سنة
170 وتزوج الرشيد غيرها أمة العزيز أم ولده علي. وأربعاً أخريات غير هاتين. عدا
البنات (أنظر الطبري 8/228) و ص359(3/757) وقد ذكر الشابشتي في الديارات (طبع
كوركيس عواد ـ بعداد 1966م ص157) أن " اسم زبيدة أمة العزيز وزبيدة لقب وكان
أبو جعفر يرقصها وهي صغيرة وكانت سمينة ويقول : ما أنت إلا زبيدة فمضى عليها هذا
الاسم" فهي إذن أمة العزيز الأولى وأم علي هي الثانية وتحملان أسماً واحداً.
* أبن الأثير الجزري : عز الدين أبي الحسن علي بن
محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي الشيباني من بني شيبان من بكر بن وائل من ربيعة، http://ar.wikipedia.org/wiki
*
دولة الكارولنجية: هو مصطلح يستخدم أحيانا للإشارة إلى إمبراطورية الفرنجة تحت حكم سلالة الكارولينجيين من في وقت لاحق من شأنهم ان يعتبروا مؤسسو فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة. هذه الإمبراطورية على هذا النحو يمكن اعتبار التاريخ في
وقت لاحق من الفرنكيين أو في وقت مبكر من تاريخ فرنسا ومن الإمبراطورية
الرومانية المقدسة، اعتمادا على منظور واحد.
ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص345.
*
عبد الملك بن صالح ابن علي بن عبد الله بن عباس الأمير أبو عبد الرحمن العباسي ولي المدينة وغزو
الصوائف للرشيد ثم ولي الشام، http://ar.wikisource.org/wiki
(1) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج6، ص158.
*
أيرين أثينا (Irene of Athens)
أو أيرين الأثنية ((باليونانية: Ειρήνη η Αθηναία))
(حوالي 752 – 9 أغسطس 803) هو الاسم الشائع لأيرين سارانتيبشينا ((باليونانية: Ειρήνη Σαρανταπήχαινα))،إمبراطورة بيزنطية حاكمة من 797 إلى 802. وقبل أن تصبح إمبراطورة حاكمة، كانت
أيرين عقيلة إمبراطورة من 775 إلى 780، وإمبراطورة أرملة وحاكمة من 780 إلى
797. وعادة ما يشاع أنها أطلقت على نفسها "إمبراطور" باسيليوس (βασιλεύς). في الواقع، عادة ما أشارت إلى نفسها
بـ"الإمبراطورة" باسيليسا (βασίλισσα)،
مع العلم بأنها استخدمت ثلاثة مثيلات من اللقب باسيليوس. الزركلي، الإعلام،
ج4، ص399
(2) ب.م، العراق في التاريخ، دار الحرية للطباعة ، بعداد
1403هـ/ 1983م، ص400.
(3) ب.م، العراق في التاريخ، دار الحرية للطباعة ، بعداد
1403هـ/ 1983م، ص400.
(1) ب.م ، العراق في التاريخ ، دار الحرية للطابعة ، بعداد
1403هـ/ 1983م، ص400.
*
جبال طوروس هي سلسلة جبلية تقع جنوب شرق منطقة شرق الأناضول التركية، وينحدر منها نهر الفرات إلى سوريا. أعلى قممها هو جبل جيلو (4168 م)، تليها باتجاه الغرب جبال
بتليس وملاطية وتخته لي. تستمر جبال طوروس باتجاه الغرب مقتربة من البحر المتوسط،
فترسم قوساً مقعرة باتجاه الشمال، تحتضن حوضي قونية وبحيرة الملح، لتنتهي في الغرب
بمرتفعات إلمه لي (3086 م)، غرب خليج أنطالية، وتشكل جبال طوروس الحد الفاصل
بين بلاد الشام وبين الأناضول.
وتعتبر جبال طوروس الوطن الأم لأشجار الأرز، التي بدأت
بالاضمحلال بعد قطعها وإزالتها بطرق عشوائية في الأعوام الماضية لدرجة أن بعض
الأراضي أصبحت غير ملائمة لزراعة أشجار الأرز. تم زراعة 300 مليون بذرة من بذور
شجرة الأرز على ارتفاع 1,900 م فوق سطح البحر في مدة 8 أشهر. وقد بلغ وزن البذور
المستعملة 270 طن. ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، ج5، ص355.
(2) ب.م، العراق في التاريخ ، المرجع السابق ، ص401.
(3) أحمد أمين بك، هارون الرشيد ، المرجع السابق ، ص198.
(4) إن أطماع الأخوين ، شارلمان وكارلومان، بأملاك بعضهما
جعلت النزاع بينهما أمراً وشيك الوقوع، فهما من أم واحدة اسمها برثرادة. وكان
كارلومان وقتذاك في السادسة عشرة من عمره، بينما كان سارلمان في السادسة والعشرين.
ولم يكن كارلومان إلا صبياً في عمره وإمكاناتاه، سريع الإثارة، ووقع فريسه سهلة في
أيدي المتملقين الذين ذكروا له أنه هو الابن الشرعي لبيبن القصير، وله الحق في أن
يحوز كل المملكة لا نصفها باعتبار أن شارلمان ولد قبل أن تعترف الكنيسة بزواج
والديه بيبن القصير وبرثرادة، ولهذا أخذ كارلومان يزعم لنفسه الحق في أن ينال
المملكة كلها. ديورانت: قصة الحضارة ، ج14، ص226.
*
الأنْدَلس: هي التسمية التي أعطيت لما يسمى اليوم شبه الجزيرة الأيبيرية (جزيرة الأندلس) في الفترة ما بين أعوام 711 و1492التي حكمها المسلمون. تختلف الأندلس عن أندلسيا التي تضم حاليا ثمانية أقاليم في جنوب إسبانيا.
(1)
أحمد أمين بك، هارون الرشيد، المرجع السابق ، ص199.
*
قرطبة (بالإسبانية:Córdoba) مدينة وعاصمة مقاطعة قرطبة التابعة لمنطقة أندلوسيا في جنوب إسبانيا وتقع على ضفة نهر الوادي الكبير، على دائرة عرض (38ْ) شمال خط الاستواء يبلغ عدد سكانها
حوالي 328.659 نسمة (تعداد سنة 2011). اشتهرت أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا حيث كانت عاصمة الدولة الأموية هناك. من أهم معالمها مسجد قرطبة.
*
سيراقوسة، وهي عاصمة مقاطعة سيراقوسة التي يبلغ سكانها 396.000 نسمة.تعتبر مدينة سياحية
جميلة، وقد وصفها شيشرون وصفها بانها "أعظم وأجمل المدن اليونانية
قاطبة"، وسط سيراكوزا التاريخي أعتبرته اليونسكو عام 2005 ضمن مواقع التراث العالمي http://ar.wikipedia.org/wiki
(3) أحمد
القطان ، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد الخليفة المظلوم ، المرجع السابق ، ص102.
(1) أحمد
القطان ، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد الخليفة المظلوم ، المرجع السابق ، ص102.
(2) أحمد القطان ، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد الخليفة
المظلوم ، المرجع السابق ، ص102.
(3) أحمد أمين بك، هارون الرشيد ، المرجع السابق ، ص108.
(4) أحمد أمين بك، هارون الرشيد ، المرجع السابق ، ص108.
(1) أحمد أمين بك، هارون الرشيد، المرجع السابقن ص109
(2)
عبد الله أحمد الذنيبات، المجالس الشعرية والنقدية في مجالس الخليفة هارون الرشيد، رسالة ماجستير ، جامعة مؤتة 2007م، ص29.
(5) الأزرقي ، أخبار مكة ومافيها من أثار، تحقيق رشدي الصالح
ملحس، ط7، (مكة المكرمة: مطابع دار الثقافة 1415هـ/1995م)ج2، ص203، محمد بن إسحاق
الفاكهي ، أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق: عبد الملك بن دهيش، ط2، (بيروت
: دار خضر للطباعة 1414هـ/1994م)، ج4،ص33، ابن عبدربه، أخبار النساء في العقد
الفريد، ص91، ابن كثير ، البداية، ج10، ص222، أحمد السباعي، تاريخ مكة، ط6، (مكة :
مطبوعات نادي مكة الثقافي 1404هـ/1984م)، ج1، ص157.
(1) المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص316، ابن وردان ، تاريخ
العباسيين، ص460.
(2) جان موريس فييه، أحوال النصارى في خلافة بني العباس، نقله
إلى العربية: حسني زينه ، (بيروت: دار المشرق، 1990م) ، ص96.
(1)
أحمد أمين بك،
هارون الرشيد ، المرجع السابق ، ص215.
*
جبريل بن بختيشوع, طبيب سرياني مشرقي عاش في بغداد ينتمي لعائلة بختيشوع التي تعود أصولها لجنديسابور في اقليم الأهواز، كان طبيب الأمين والرشيد سجنه المأمون ثم اعاده لخدمته، توفي عام 828 ميلادية.له مؤلفات في
الطب والمنطق. http://ar.wikipedia.org/wiki
*
هو أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك
بن جامامش بن بشتاسف البرمكي وزير هارون الرشيد وحامل خاتم السلطة.كان أبوه قد أرسله إلى القاضي أبو
يوسف لتعليمه وتفقيهه. اشتهر بمكانته من هارون الرشيد وعلو قدره ونفاذ كلمته. عرف
بجوده وسخاؤه وبذل إلى جانب سماحة الخلق طلاقة الوجه. وكان من ذوي الفصاحة
والمشهورين باللسن والبلاغة. http://ar.wikipedia.org/wiki
(3) السيد عبد العزيز سالم، العصر العباسي الأول، المرجع
السابق ، ص72
(4) نبيلة حسن محمد، تاريخ الدولة العباسية، دار المعرفة
الجامعية ، الإسكندرية 2000م، ص150-151.
(3) الخضري، الشيخ محمد الخضري، المرجع السابق ، ص92.
(4) أحمد القطان، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد "
الخليفة المظلوم" ، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة 2001م، ص33
(1) أحمد القطان، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد "
الخليفة المظلوم" ، المرجع السابق ، ص33
*
وتقع بلدة الهاشمية غرب عجلون تبعد عنها حوالي 15 كم وهي ذات طبيعة جبلية وتحيط بها
قرى جديتا وحلاوة من الشمال وبلدة الوهادنة من الجنوب واوصرا من
الشرق والغور من الغرب لها تشتهربزراعة الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى. ويقال أن لهذه البلدة الكثير
من المستقبل، http://ar.wikipedia.org/wiki/29
(2)ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن عمر
بن كثير القرشي الدمشقي، البداية النهاية ، ج10، الطبعة الأولى، هجر للطباعة
والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة 1419هـ/1998م،
ص83.
(3) ابن كثير، البداية والنهاية، المرجع السابق، ص84.
(4) الخلاف حاصل في ولادة الرشيد فمن قائل، إنه ولد عام 145هـ
ومن قائل إنه عام 146هـ 147 والخلاف في هذا ليس الذي نال.
(5) ابن كير، البداية والنهاية ، المرجع السابق ، ص84
(6) ابن كثير ، البداية والنهاية ، المرجع السابق ، ص84
(1) أحمد القطان، محمد طاهر الزين، هارون الرشيد "
الخليفة المظلوم" ، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة 2001م، ص34.
(2) الذي نميل إليه أن عتابة وفاطمة اسمان لشخصية واحدة هي
فاطمة، وفاطمة هي أم جعفر ، وقد أرضعت الرشيد، كما أرضعت الحيزران الفضل، ويذكر
ابن كثير في البداية والنهاية ج10، ص205: "أن اسمها عبادة".
(3) أحمد القطان، ممحد طاهر الزين ، المرجع السابق ، ص34ـ35.
(4) أحمد فريد رفاعي، عصر المأمون ، ج1 ، الطبعة الثانية،
الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1997م. ص101.
(1) أحمد فريد رفاعي، عصر المأمون ، المرجع السابق، ص103.
(2) محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة العباسية، الطبعة الثالثة،
الناشر دار النفائس، القاهرة 1996م ص6
(3) أحمد بن يوسف القرماني، أخبار الدول وآثار الأول في
التاريخ ، الطبعة الأولى ، عالم الكتب ، بيروت 1992م، ص55.