مشكلات وتنمية وتحديات القيادة الإدارية

 

إن القيادات الإدارية في مختلف البلدان وعلى مستوى جميع المنظمات لا تبرز من تلقاء نفسها وإنما تتطلب جهداً كبيراً لتنميتها وتطويرها حتى ترقى إلى المستوى الذي يؤهلها للفعالية القيادية ومع ذلك فإن العديد من المنظمات تعاني من عدم قدرة قياداتها على تجاوز المشاكل التي تعترضها وبالتالي عدم قدرة تلك القيادات على تحقيق أهداف منظماتها.
ثانياً : مشكلات القيادات الإدارية 
تواجه القيادات الإدارية في الوطن العربي العديد من المشكلات والصعوبات التي تحتاج إلى دراسة ومعالجة وذلك لمساعدة تلك القيادات على تجاوزها

1ـ البيروقراطيات المترهلة :لقد كانت المنظمات الإدارية التي أنشئت منذ فترة طويلة قد كونت نظاماً إدارياً تراكمياً نما وتطور خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة ويتشكل هذا النظام من إجراءات وأنظمة أنشئت لمواجهة بعض الظروف في فترات ماضية ولكنها استمرت بمرور الزمن بل وتراكمت لتكون موروثاً ثقافياً بيروقراطياً ليس من السهل تغييرة أو تجاوزه من قبل القادة الإداريين .وقد أصبح لهذا النظام البيروقراطي حراس من الموظفين القدامى الذين يواجهون كل تغيير أو تحديث بمقاومة عنيفة نابعة من ثقافة بيروقراطية متأصلة تهدف إلى منع القيادات من إجراء أي تعديل .بعض القيادات الإدارية التي لم يكن لها من الهم إلا تنمية وتوسيع نطاق سلطاتها وإمبراطورياتها الإدارية حتى ترهلت وأصبحت طبيعتها البيروقراطية تقف حجر أمام كل قائد يريد أن يحدث أي نوع من التغيير أو التحديث بل وتعتبره متطفلاً يجب مقاومته وإيقافه عند حده ومن الضروري للقيادة تنمية وتدريب الموظفين وإيجاد عناصر قوية لدعم التغيير ومواجهة عناصر البيروقراطية المتأصلة في النظام . 
2. الأنظمة واللوائح
تعمل المنظمات الإدارية بالدول النامية في ظل العديد من الأنظمة والتعليمات التي وضعت على مر الزمن لتنظيم وتسيير شئون المنظمة ومن الملاحظ أن تلك الأنظمة قد وضعت عند بداية تأسيس المنظمات وأنه لم يتم تغيير أو تعديل أو عادة دراسة هذه الأنظمة وإنما ازداد الولاء لها دون التفكير فيما تحققه من اهداف للتنظيم .  
اهم المشكلات ذات العلاقة بالأنظمة التي تواجه القيادات الإدارية :
جمود الأنظمة واللوائح بشكل لا يساعد على سرعة اتخاذ القرار.
كثرة التعديلات والتفسيرات للأنظمة واللوائح بشكل متتابع دون إطلاع المسئولين الآخرين عليها.
غموض الأنظمة واللوائح بشكل يجعل القادة يجتهدون لتفسيرها وقد يكون ذلك بطريقة غير دقيقة وغير صحيحة .
ولمواجهة المشكلات المتعلقة بالأنظمة واللوائح فإن على القيادات الإدارية الإستعانة بالمستشارين والخبراء من خارج التنظيم ؛ وذلك للعمل على دراسة تلك الأنظمة واللوائح ، وإقتراح السبل المناسبة لتغييرها أو تطويرها .
3) نقل وإستخدام التكنولوجيا: 
وجدت القيادات الإدارية نفسها في سباق غير متكافئ  مع هذا التطور التكنولوجي مما جعلها تشعر بأنه من المستحيل نقل تلك التقنيات أو اللحاق بتطوراتها .
إن سمة نجاح القائد الإداري في العصر الحاضر .. هي القدرة على التعامل مع تقنيات ومعطيات هذا العصر .. بما في ذلك  التكنولوجيا التي يتطلبها التنظيم ، وذلك ليصبح في مصاف  قادة المنظمات العصرية ، وعليهم أولاً تعلمها ليضربوا بأنفسهم مثلاً لجميع العاملين في التنظيم ، وذلك أن تعلمهم لتلك التقنية هو تشجيع للآخرين على إستخدامها ، ثم أن عليهم السعي لنقلها وتبنيها في جميع أعمال التنظيم .
4) البيئة المادية والتنمية الخراسانية : 
    سيطرت الماديات والمظاهر الشكلية على الوضع القائم في كثير من المنظمات الإدارية حتى أصبحت أحد أهم المشكلات التي تواجه القيادات الإدارية في العصر الحديث .
إن على القيادات الإدارية التي ترغب في مواجهة متطلبات العصر الحاضر .. أن تجعل المظاهر المادية في آخر قائمة أولوياتها  وأن تصرف النظر إلى ما هو أهم منها  ، وذلك مثل وضع إستراتيجيات  ورسالة المنظمة التي تركز على الأهداف الأساسية  بعيدة المدى والعناية بالعنصر البشري وتأهيله  ، وتحديث الأنظمة و إدخال التكنولوجيا والتدريب عليها لتطوير الأداء .
5) القيم والإنتماءات الإجتماعية : 
تتأثر المجتمعات بالأيديولوجيات  التي تتكون من مجموعة من المبادئ والقيم والمثل العليا التي يؤمن بها المجتمع والقيادة الإدارية.
ومن التصرفات القيادية المتأثرة بالعادات والتقاليد الواسطات  والمحسوبيات والأعراف الإجتماعية التي يكون الدافع من ورائها شعور بضرورة الإستجابة لروح النخوة العربية والفزعة . 
وهناك نمط آخر من تأثير الإنتماءات والقيم الإجتماعية على القيادات الإدارية يتمثل في التركيبة الطبقية للمجتمع التي تظهر نتيجة لسيطرة طبقة برجوازية أو إقطاعية أو إقليمية على المناصب القيادية في المنظمات الإدارية. 
إنه يجب على القيادات الإدارية أن تدرك أن الخضوع لهذه المظاهر قد يحقق نتائج قصيرة المدى للقيادات المتحيزة على المدى البعيد ، كما أنه لا يحقق أي أهداف للتنظيم  ذاته سواء على المدى القصير أو الطويل ، ومن أفضل الأساليب المناسبة لعلاج تلك المظاهر والتعامل مع المشكلات التي تنتج عنها هو أن يعترف القادة الإداريون بوجودها أولاً ثم يلتمسون واقعها  وأسبابها ثانياً.
6) الضغوط الداخلية والخارجية: 
     نظراً للعلاقات التي تربط القائد الإداري بزملائه ومجتمعه فإنه يصبح تحت العديد من الضغوط التي تدفع به إلى إتخاذ بعض القرارات التي لا يرضى عنها ولكن لتحقيق رضا تلك الأطراف.
     ويجب على القائد الإداري مواجهة تلك الضغوط بروح معنوية عالية ، وأن يعمل على مجابهتها بشكل  لا يقلل من أهميته وهيبته ، و لا يضعف  من الثقة التي تربطه بأولئك الذين يتعاملون معه من داخل التنظيم  أو من خارجه .
7)عدم كفاءة القيادات الإدارية : 
العوامل المتعلقة  بمستوى تأهيل وخبرة وتدريب القائد الإداري ، ومستوى قدراته على التعامل مع متطلبات المنظمة ، ويمكن إستعراض تلك المشاكل على النحو التالي: 
     أ) مستوى تعليم القيادات الإدارية : يكمن ضعف القادة الإداريين  أولاً: في ضعف تأهيلهم العلمي الذي بموجبه تم إختيارهم في المجال القيادي التنظيمي . من حيث مستوى التأهيل نفسه أو من حيث كفاءة المنظمة التعليمية التي تلقي فيها تعلمه الإداري. 
    ب) ضعف مستوى التدريب : فالقائد الإداري الفعال  لا يعتمد على تعليمه فحسب وإنما يشكل التدريب رافداً هاماً في تكوين شخصيته وتزويده  بالمهارات اللازمة للقيام بمهام عمله على الوجه المطلوب . 
    ج) ضعف مستوى الخبرة : لجأت كثير من الدول النامية إلى تعويض النقص الملموس في برامج تعليم وتدريب القادة الإداريين المحلية بإبعاث أصحاب القدرات العالية وذوي الخبرةا منهم إلى الدول المتقدمة للحصول على المستويات التعليمية والتدريبية المطلوبة.
8)الإنغلاق الثقافي الحضاري:
يشكل الإنغلاق الثقافي الحضاري أحد المشكلات التي تعاني منها القيادات الإدارية في العصر الحاضر، فبالرغم من إنفتاح دول العالم على بعضها حتى أصبحت ثمثل قرية كونية واحدة ، مازال هناك تقوقع ثقافي ( ليس عقائدي ) في ذهنية كثير من القادة الإداريين القائمين على كثير من التنظيمات الإدارية في الدول النامية اليوم ، بل إنهم  مازالوا يؤمنون بثقافة القرية والإقليم ومبادئها المغلقة .
ومن الأمثلة على هذه المشكلات : أن بعض القيادات الإدارية تعمل على إختيار مساعديها والعاملين معهم من نفس الطبقة أو الجهة إنطلاقاً من القناعة بولائها  وقناعة من تلك القيادات بأنها لن تقف حجرة عثرة في طريقها لإتخاذ  أي قرار.
.
9) الإنحراف الإداري الأخلاقي : 
تشكل الإنحرافات الإدارية الأخلاقية إحدى المشكلات التي تواجه القيادات الإدارية وذلك لأنها عندما تنتشر في أي تنظيم فإنها تنتقل كالعدوى إلى بقية التنظيمات الإدارية الأخرى التي تتعامل معها  كما أنها تؤدي إلى الإخلال بالثقة العامة والأمانة التي يجب أن تتوفر في القائد الإداري أو الموظف الذي عهدت إليه المنظمة بجزء من سلطتها .فإن نجاح التنظيمات الإدارية يتطلب حرص القادة الإداريين فيها على عدم السماح لعوامل الإنحراف الإداري الأخلاقي بالتأثير على أدائهم  بأي شكل خاصة أن تلك الإنحرافات تقلل من قدرة التنظيمات الإدارية في المحافظة على أموالها ووقت موظفيها وموجودات جهازها الإداري  ، كما أن على القيادات الإدارية معالجة هذه المشكلات بتوجيه جهودها  للتمسك بميثاق أخلاقيات ومبادئ العمل النبيلة لتضرب المثل العليا للعاملين ، وللحيلولة دون إستمرار الفساد الأخلاقي الإداري  بين القيادات والعاملين بشكل لا يترك فرصة لإجراءات الردع حتى تأخذ مجالها .
10) العلاقات مع المستشارين :
يعمل ضمن التشكيل الإداري في المنظمات عدد من الخبراء يمثلون المستشارين الذي يعتمد عليهم القادة الإداريون في إتخاذ بعض القرارات أو في تحليل بعض الحالات أو المواقف .
وقد يشكل المستشارون مشكلة للقادة الإداريين لعدة أسباب منها : 
   أ- أن القادة الإداريين قد يعتمدون على المستشارين بشكل كبير ولمدة طويلة مما يحول دون تطور مهاراتهم وقدراتهم الشخصية .
   ب- إنه قد ينشأ بين المستشارين والتنفيذيين بعض المشاكل النابعة من عدم وضوح الفاصل بين مهام التنفيذيين ومهام المستشارين .
   ج- إن المستشارين يعتقدون بأن التنفيذيين يملكون السلطة وأنهم يمارسون النشاطات الرئيسية وبالتالي فإنهم يحتكرون السلطة التي يستعر الصراع حولها  ويسخط المستشارون من إفتقارهم لها 
    د- حيث أن دور المستشارين ينحصر في تقديم الخبرات والنصائح والإستشارات والتسهيلات لقادة المنظمة وقادة الوحدات التنفيذية الذي يتخذون القرار  فإن هذا يسبب فجوة بين الطرفين يشعر من من خلالها المستشارون بأنهم لا يحصلون على التقدير اللازم .
ثالثاً: تنمية وتطوير القيادة الإدارية : 
إن النجاح لا يمكن أن يأتي بدون إعداد له  ، ولذلك  لا يمكن تصور أن القيادات الإدارية تنمو من ذاتها وتتطور تلقائياً دون أي تدخل مخطط يعتمد على التعليم المناسب والإختيار المدروس المنظم.
سنستعرض في هذا الجانب ثلاثة موضع رئيسية هي: 
     1- تأهيل القيادات الإدارية : 
      يأتي التأهيل كأول مراحل إعداد القيادات الإدارية عبر المراحل التعليمية المختلفة . ولكي نكوِّن كادراً قيادياً  في المجتمع  يتطلب الأمر أن  يكون هناك برامج واستراتيجيات لتأهيل القيادات المختلفة في كل مراحل التعليم. ولذلك يجب أن تتوفر لدينا برامج واستراتيجيات لتعليم القيادة الإدارية في مراحل التعليم العالي  لخلق الكادر الذي يمكن الإعتماد عليه في توفير الأفراد لمؤهلين للقيام بالمهام القيادية في التنظيمات المختلفة.
    2- تطوير وتدريب القيادات الإدارية : 
     لا يمكن  أن يكون ذلك التوجيه والتأهيل الذي يحصل عليه الأشخاص  وهم على مقاعد الدراسة كافياً لجعلهم قادة إداريين قادرين على على إدارة التنظيم الإداري بكفاءة وعلى إتخاذ القرارات الإدارية الصائبة . ويعني ذلك أن الأمر يتطلب تدريباً منظماً من خلال إلحاق الموظف ببرامج تدريبية قوية تساعده في التعرف على الأساليب القيادية الأكثر فاعلية وترشده إلى أفضل السبل للتعامل مع المشاكل المختلفة ، وإتخاذ القرارات المناسبة حيالها.
          
وهناك نوعين من تدريب القيادات الإدارية الأول : هو التدريب قبل الخدمة والآخر : هو التدريب أثناء الخدمة .
      فالتدريب قبل الخدمة هدفه إعطاء المتدرب الفرصة للتزود ببعض المهارات والقدرات الجديدة التي لم يتعرض لها في فترة التعليم وكذلك تطوير قدراته على الإنضباط والتعود على بعض السلوكيات التي يتطلبها العمل.
      أما التدريب أثناء الخدمة : فيأتي مكملاً لمرحلة تنمية وتطوير قدرات القائد وتعريفه بالأساليب الإدارية الحديثة ، وبالتجارب الناجحة للقادة والمنظمات الإدارية الأخرى .

الأهداف التي ينبغي التركيز عليها في تدريب القادة الإداريين  فيما يلي : 
      - تكييف وتطوير إتجاهات وأساليب وعادة العمل لدى القادة  الإداريين لتواكب متطلبات العصر الحاضر.
      - تنمية الشعور بالمسئولية العامة عند القادة الإداريين  وتعريفهم بأهمية إستخدام العمل كحافز . 
      - تمكين القائد من إعداد نفسه لتولي المسؤليات الأعلى التي تفرضها عليه ةأوضاع التنظيم .
      - تدريب القائد على كيفية تحسين وسائل العمل وبيئته  للمحافظة على العاملين في التنظيم  وعلى مصالح التنظيم ذاته .
      - تدريب القادة على الدقة في العمل والوعي بالمسئولية نحو التنظيم ونحو المجتمع .
      - تدريب القائد على تقدير قيمة الوقت والجهد الإنساني . 
      - تدريب القادة على مواجهة المشاكل وتنمية قدراتهم على إتخاذ القرارات بشكل عملي
 3- إختيار وتعيين القيادات الإدارية : 
        من الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها إختيار القيادات الإدارية المعاصرة ومنها مايلي: 
             أ- الحصول على المؤهل التعليمي والإعداد المهني اللازم .
             ب- إجتياز الإختبار والمقابلات الموضوعة لإنتقاء القادة .
             ج- إكتشاف من لديهم صفات القيادة وترشيحهم . 
             د- تقويم القادة بصفة مستمرة للتأكد من كفاءاتهم وتمييزهم 
رابعاً : التحديات المعاصرة والمستقبلية : 
         تواجه القيادات الإدارية في العصر الحاضر  الكثير من التحديات التي تحدثنا عن بعضها سلفاً والتي قد تتصاعد في المستقبل لتصبح عقبات يصعب إجتيازها . 
          1- ظاهرة العولمة :  وما يهمنا  هنا هو نوع التحدي الذي يواجه القيادات الإدارية والمتمثل في قدرتها على فهم هذه الظاهرة وكيفية  تعامل القادة الإداريين معها  ومدى تأثرهم بها وتأثيرها عليهم وقد  يتطلب التعامل مع العولمة بعض الصفات والخصائص التي يجب أن تتوفر في القائد ، بحيث يستطيع التعامل على  المستوى العالمي مع كل الفئات والأجناس والثقافات ومنها على سبيل المثال لا الحصر : 
      مهارات إستخدام الحاسب الآلي  وإجادة اللغة الإنجليزية تحدثاً  وكتابة  بالإضافة إلى الإلمام بمختلف الأساليب المهنية الحديثة .   
2- المهارات الشخصية الفكرية والإنسانية والفنية : 
           إن إمتلاك القائد  لبعض المهارات الشخصية الموروثة  لا يحقق له القدرة القيادية المطلوبة  كما أنه  لا يؤهله للقيادة دون أن يكون هناك تدخلاً  يضعها في إطارها الصحيح الذي يبنى على التصور الكلي لمجمل نشاط المنظمة ، وهذا هو التحدي الأول الذي يكمن في القدرة على إستيعاب مناشط العمل في التنظيم  وتصور  التكامل الذي ينشأ بين جزئيات العمل وأقسام التنظيم ؛ لأنها تعتمد على بعضها البعض وبالتالي يصبح لدى القائد ما يسمى  بالنظرة الشاملة للإدارة ، ولتنمية المهارات الشخصية الفكرية يجب تسخير القدرات الفطرية للتأكد من الأولويات النسبية بين الأهداف والقواعد والتفكير في الإحتمالات والميول بدلاً من حالات اليقين وفي أنماط الترابط والعلاقات السببية الأولية بدلاً من القلاقات الثابتة القائمة على السبب والنتيجة . أما المهارات الإنسانية التي تشكل تحدي للقائد الإداري فإنها تنبع من ضرورة التفاعل مع العوامل المؤثرة في السلوك الإنساني  كما أن تلك المهارات تنبع من قدرة القائد على العمل بكفاءة وفاعلية بوصفه عضواً في فريق يهتم بالجهد التضامني والمؤسسي . 
       وكذلك من التحديات التي تواجه القيادات الإدارية : مدى قدرتها على التعامل مع الأشياء بنفس المستوى الذي يتعامل به القائد مع العاملين وهذا ما نسميه الشخصية الفنية ، إن المهارات الفنية من أكثر المهارات وضوحاً لا سيما أنها  متعلقة بالطرق والعمليات والإجراءات والأساليب التي يؤدى بها  العمل
3- التطور التقني : 
      لقد تميزت بداية القرن الحادي والعشرين بأنها بداية عصر السباق التكنولوجي ؛ حيث تطورت التقنية وتسارعت الإكتشافات  بشكل عجيب كما أصبح يقاس المستوى الحضاري والتقدم والرقي  لأي دولة بمدى فعاليتها وقدرتها على إقتناء وإستخدام التقنية المناسبة .
       لذلك فقد أصبحت التقنية و كيفية الحصول عليها وعمليات تطويعها وتوطينها  من أهم المواضيع  التي توليها الدول والمنظمات والقيادات الإدارية جُل  اهتمامها

      4- التحدي الريادي : 
       يعجز كثير من القادة الإداريين في الوصول بقدراتهم ، ومهاراتهم وفكرهم القيادي إلى المستوى الذي يؤهلهم للقيادة الريادية التي تمثل أعلى مراتب القيادة . 
إن المستوى الأول ( قيادات الانجاز) لا يفهمون القيادة بأكثر من  كونها عملية السيطرة علي سير العملية افدارية وتوجيهها نحو إنجاز الأهداف عن طريق المناورة والتأثير السلبي أو الإيجابي والمشاركة والعلاقات الإنسانية .
 المستوى الثاني : (قادة حل المشكلات و اتخاذ القرارات)  إن العملية الإدارية تتوقف على الإنجاز والإعتماد  الكلي على المستشارين ، ولكنها تتضمن أيضاً  معالجة المشكلات واتخاذ القرارات اللازمة لحلها  وهذا جُل ما يهتم به  المستوى الثاني من القادة الإداريين فهم يركزون على التحليل والتخطيط والبرهنة 
المستوى الثالث: ( القادة الرواد) وهو الأعلى من القيادات الإدارية هو المستوى الذي يعتبر مصدر تحدي للقيادات الإدارية  وهو يجمع بين المستويات المختلفة من القيادة حيث يهتم بإثارة افتراض حدوث المشكلات ليتعرف على مايمكن أن يحصل لو أنها حدثت فعلاً وكذلك الإهتمام بتحديد أحسن الطرق للوصول إلى الهدف .
     5- التحدي الأيديولوجي : 
          إن كثير من مكونات فكر القائد الإداري المسلم بل وشخصيته ترتكز على نسيج  متين من الثقافة الدينية  و الاجتماعية التعليمية والعملية ، ولذلك فإن محاولات تغيير هذه الثقافات الأيديولوجية  من قبل جهات ومنظمات غربية وعلمانية  يمثل أهم التحديات التي تواجه القائد الإداري المسلم في العصر الحاضر وستستمر مواجهته مستقبلاً .
      ونظراً لما يجابه المجتمعات  العربية والإسلامية من تحدٍ للأيديولوجية الإسلامية نتيجة للإنفتاح الواسع على العالم ، فإنه قد تظهر هناك بعض المحاولات التي تستهدف الفكر الإسلامي  والروابط الإجتماعية .
      ومن هنا فإن التحدي الحقيقي للقائد الإداري المسلم يتمثل في الوقوف أمام هذه الموجة من الحرب الفكرية وأن يكون واعياً بشكل عام لثقافته التكوينية التي تشكلت من جزئيات التشريع الرباني  ، وما تعلمه من المجتمع والمدرسة والممارسة التي إستمدت في الأصل من ذلك التشريع ، كما أن عليه التمسك بتلك المكونات التي تعزز  مفهوم الأخلاق ، وتربي  الذات وتحقق الأمن بمفهومه الشامل 















إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال