المسيح الدجال ولماذا سُمى هكذا؟

 



الدجال ولماذا سمى هكذا؟

 جاء في تفسير الثعالبي الدَّجال فهو: المِسِّيح، بكسر الميم وتشديد السين

وقال غيره: هذا قول لا وجه له، بل الدَّجال مسيح أَيضًا، كأنه: فعيل بمعنى: مفعول؛ لأنه ممسوح إحدى العينين ، كأنها عنبة طافية( أخرجه الإِمام البُخَارِيّ في كتاب الفتن، باب ذكر الدّجال، (٧١٢٣)، ومسلم في كتاب الفتن، باب ذكر الدّجال، من حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدّجال بين ظهراني النَّاس فقال: "إن الله تعالى ليس بأعور، ألا وإن المسيح الدّجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية". وهذا لفظ مسلم (١٦٩). وانظر: "تاج العروس" للزبيدي ٧/ ١٢٧ (مسح))

وكان بمعنى: الفاعل، لأنه يسيح في الأرض، فيطوفها كلها، إلَّا مكة، والمدينة، وبيت المقدس .

مكان خروج الدجال

 يخرج من المشرق من جهة الفتن والشر كما، قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (الفتنة هاهنا)وأشار إلى المشرق، فالمشرق: منبع الشر والفتن، يخرج من المشرق من خراسان، مارّا بأصفهان، داخلا الجزيرة من بين الشام والعراق، ليس له هم إلا المدينة؛ لأن فيها البشير النذير - عليه الصلاة والسلام - فيحب أن يقضي على أهل المدينة، ولكنها محرمة عليه، كما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «على كل باب منها ملائكة يحفظونها» . هذا الرجل يخرج خلة بين الشام والعراق، ويتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفا؛ فيتبعونه ويؤوونه وينصرونه، ويكونون مسالح له - أي جنودا مجندين- هم، وغيرهم ممن يتبعهم، قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «"يا عباد الله، فاثبتوا. يا عباد الله، فاثبتوا» . يثبتنا عليه الصلاة والسلام؛ لأن الأمر خطير، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات» . يأتيه الإنسان، ويقول: لن يضلني، ولن أتأثر به، ولكن لا يزال يلقي عليه من الشبهات حتى يتبعه والعياذ بالله.

هل الدجال موجود الآن

من ظاهر حديث فاطمة بنت قيس في صحيح مسلم مما رواه عن حديث تميم الداري أنه موجود وأنه من المنظرين ولا تعارض بينه وبين حديث (لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف ممن هو حي اليوم) وهذا حقيقة لا مراء فيها وهذا لا ينافي أن يكون واحد أو اثنان أو ثلاثة استثناءاً من القاعدة وهى الموت ، فيكون في الكلام مضمر( وعلى الأرض عين تطرف ممن هو حي اليوم) مما كتب عليه الموت وهم غالبية البشر.

عن عبد الله بن عمر، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها، لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد)

وقد قال النووي في شرح الحديث (الْمُرَاد أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَة عَلَى الْأَرْض لَا يَعِيش بَعْد هَذِهِ اللَّيْلَة أَكْثَر مِنْ مِائَة سَنَة سَوَاء قَلَّ عُمْره قَبْل ذَلِكَ أَمْ لَا، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْي حَيَاة أَحَد يُولَد بَعْد تِلْكَ اللَّيْلَة مِائَة سَنَة)

 فاذا عرفنا أنه في صحيح مسلم مما روى عن الدجال وأنه يسلط على رجل فيقتله لأنه كفر به وظاهر الحديث أن ذلك عند المدينة المنورة أو في أطرافها فيخرج اليه الرجل فيقول له أتباع الدجال هلم الى ربك فيقول إنه كذاب أنه المسيح الكذاب الذي اخبرنا به رسول صلى الله عليه وسلم الى اخر الحديث ، قال الامام مسلم في عرضه لروايات ذلك الحديث هو الخضر أو قيل هو الخضر، وقد قالها قبله غيره من علماء الإسلام ، وليس المهم الان اذا كان هو الخضر ام لا أنما المهم في ذلك انهم علموا أن ذلك لا يتعارض مع اقوال أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم .

نَقَلَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ الْحَلِيمِيّ أَنَّ أَوَّل الْآيَات ظُهُور الدَّجَّال ثُمَّ نُزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ

 خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج ثُمَّ خُرُوج الدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكُفَّار

 يُسْلِمُونَ فِي زَمَان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى تَكُون الدَّعْوَة وَاحِدَة فَلَوْ كَانَتْ الشَّمْس

 طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا قَبْل خُرُوج الدَّجَّال وَنَزَلَ عِيسَى لَمْ يَنْفَع الْكُفَّار إِيمَانهمْ أَيَّام عِيسَى ,

 وَلَوْ لَمْ يَنْفَعهُمْ لَمَا صَارَ الدِّين وَاحِدًا , وَلِذَلِكَ أَوَّلَ بَعْضهمْ هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّ الْآيَات إِمَّا

 أَمَارَات دَالَّة عَلَى قُرْب الْقِيَامَة وَعَلَى وُجُودهَا وَمِنْ الْأَوَّل الدَّجَّال وَنَحْوه , وَمِنْ الثَّانِي

 طُلُوع الشَّمْس وَنَحْوه فَأَوَّلِيَّة طُلُوع الشَّمْس إِنَّمَا هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقِسْم الثَّانِي المسيح

 الدجال أول العلامات الكبرى ، وعن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، قال: قال رسول

 الله صلى الله عليه وسلم: " تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله لكم، ثم تقاتلون

 فارس فيفتحها الله لكم، ثم تقاتلون الروم فيفتحها الله لكم، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه

 الله لكم " قال: فقال: جابر لا يخرج الدجال حتى يفتتح الروم ، وذلك واضح وضوح

 كبيراً أن العلامات مترابطة وأن الملاحم قبل الدجال وافتتاح الروم قبل الدجال وذلك

 متناسق مع كون الخلافة تنزل بيت المقدس على يد المهدى ويتنصر المسلمون في

 الملاحم الكبرى ويفتحون القدس والعالم ورومية ثم بعدها يخرج الدجال.



عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، والدابة، وخاصة أحدكم، وأمر العامة "

وبادروا بمعنى تسابقوا واعملوا واغتنموا قبل أن يظهر أي من ذلك

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمام الدجال سنين
خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة ".
قيل: وما الرويبضة؟ قال: " الفويسق يتكلم في أمر العامة "
كل ذلك يوضح أن الدجال أول علامات الساعة الكبرى وأنه خارج في زمن المهدى المنتظر وأن المهدى سيملك قبله الأرض كلها فاذا خرج الدجال قاتله المهدى ومن معه من المسلمين ، وسينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ويملك الأرض ويحكم بشريعة الإسلام

علامات ظهور المسيح الدجال ظهرت

1ـ احتلال بيت المقدس من قبل اليهود

تجمع اليهودفي فلسطين عامة وفى بيت المقدس خاصة ً كما قال ربنا سبحانه وتعالى (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)، وكل التفاسير القديمة لعلماء المسلمين على أن معنى الآية (( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ ) أي : من بعد إغراقه . ( لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ ) أي : أرض الشام ومصر ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ ) أي : القيام( جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) أي : من قبوركم مختلطين من كل موضع ، قد اختلط المؤمن بالكافر ، لا يتعارفون ، ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وَحَيِّه .

وقال ابن عباس وقتادة : جئنا بكم جميعا من جهات شتى . والمعنى واحد.

قال الجوهري : واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، يقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم، أي وأخلاطهم.

والمعنى : أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر ، مختلطين لا يتعارفون " انتهى.

ـ وهذا لا يعارض كون أنهم مجمعون في ارض فلسطين قبل (يوم القيامة 
والقرآن كالمادة الخام والمفسرين قالوا بما عرفوا وبما فتح الله عليهم في زمنهم ووقتهم ، ويشهد الى أن وعد الاخرة هو التفسير هنا لما جاء في اول السورة نفسها فبداية تحدث الله عن رحلة الاسراء والمعراج وما فيها من اعجاز أي أن الحديث كله عن الأرض المقدسة وعلاقتنا بها من اسراء الله برسوله صلى الله عليه وسلم الى سبع سموات الى قيام 
الساعة وتحقيق وعد الاخرة المرتبط
بدخولهم للأرض المقدسة مرة أخرى وافسادهم فيها وليعلو العلو الأخير ( وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً ۝ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً۝ ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ۝ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ۝ عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً )






إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال