الاندفاع نحو الحرب الشاملة ـ
فما يحدث فى اوكرانيا هو حرب روسيا امريكية على الارض الاوكرانية وهو صراع بين الايدلوجية الغربية والايدلوجية الروسية وهو كذلك صراع على الأدوار العالمية وحرب الأقطاب فالمعروف أنه لم تكن لتصمد اوكرانيا أمام روسيا كل هذه المدة لولا المعونات الغربية والامدادت العسكرية المتوالية لاوكرانيا والدعم اللوجيتسى على مستوى المعلومات والتدريب والتصوير الفضائى وعمليات القيادة العسكرية الفعلية على الارض .
فالدول الغربية وفى مقدمتها امريكا يسيرون فى خط مباشر نحو تلك الحرب ويعرفون جيداً أنه من الافضل للدول الغربية ان تهزم روسيا فى اوكرانيا بدلاً من أن تهزم فى بولندا مثلاً أو المانيا لذلك فالغرب وعلى رأسه امريكا يعرفون جيداً ما عليهم فعله وهم لا يدخرون جهداً فى الوصول الى هدفهم وهو دحر روسيا والذى سيكون وبالاً ليس على روسيا فقط ولكن سيكون وبالاً على الصين وعلى ايران وعلى كوريا الشمالية أى حزب الشر كما يحب أن يسميه الغرب .
لذلك لم يكن مستبعداً أن تخرج وزيرة الخارجية الالمانية بتصريح مفاداه أن المانيا فى حالة حرب مع روسيا ، ربما يكن ذلك تبريراً من الوزيرة لارسال دبابات ليوبارد الالمانية وذلك لحفظ ماء الوجه امام الشعب الالمانى واظهار ان المانيا غير تابعة لامريكا غير أنها من ناحية أخرى ذهبت لتأكيد ذلك وبكل مصداقية .
على جانب آخر فأن روسيا تعرف جيداً مدى أهمية انتصارها فى اوكرانيا ومدى النتائج الكارثية لهزيمتها ايضاً فما يحدث فى اوكرانيا سيحدد وجه الصراع بين الغرب وروسيا لمدة خمسين عام قادمة وربما يغير وجه العالم ايضاً، وهى مازالت فى موقف جيدا استراتجياً واقتصادياً بينما لم يعانى الغرب هذا الشتاء المعاناة المنتظرة من جانب الروس .
يعلم الغرب أن الحرب دخلت مرحلة حاسمة وأن الاوكران قد تراجعوا الاسابيع الماضية على عدة جبهات وأن الاستراتيجية الروسية والتكتيك الروسى قد تغير وأن الايام القادمة ستحدد وجه الحرب فى اوكرانيا ووجه التوازن الاستراتيجى فى القارة العجوز لذلك فهم يعلمون جيداً حاجه اوكرانيا الى اسلحة فائقة الحركة كالدبابات لذلك فقد أعلنت المانيا بعد تردد طويل منذ اشهر تزويد اوكرانيا بدبابات ليوبارد وسمحت للدول التى تمتلك هذه الدبابات فى ان تزود بها اوكرانيا على الفور .